الدعارة في الجزائر بجروح “العشرية السوداء” .. أرقام مقلقة وسرية محكمة
تظل ظاهرة الدعارة في الجزائر موضوعًا شائكًا يواجه صعوبات كبيرة في الحصول على معلومات دقيقة بشأنه، نظرًا لحساسية الموضوع وقمع النظام لأي محاولات للحديث عنه.
لكن الأرقام المتداولة تشير إلى أن عدد الأشخاص المتورطين في هذا النشاط في الجزائر يثير القلق.
وحسب تقارير مختلفة، فإن حوالي 1.2 مليون شخص يعملون في الدعارة بشكل مباشر، ويعيلون نحو 4 ملايين فرد من عائلاتهم.
و تعكس هذه الأرقام أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة في الجزائر، حيث يعتبر البعض أن هذه الظاهرة هي نتيجة للظروف الاقتصادية الصعبة وتدني مستوى المعيشة.
في عام 2020، أشار تقرير صادر عن المكتب الفرنسي لحماية اللاجئين وعديمي الجنسية (OFPRA) إلى أن الدعارة في الجزائر تزايدت نتيجة الأزمة الاقتصادية، العنف الأسري، وتعاطي المخدرات، بالإضافة إلى انهيار نظم الدعم الاجتماعي التقليدية.
كما كشفت دراسة أجرتها جامعة تيزي وزو في نفس العام عن تصاعد الدعارة بين الطلاب، مما يعكس الضائقة الاقتصادية التي تعاني منها الأجيال الشابة.
ففي العاصمة الجزائر وحدها، قدرت المحامية فاطمة بن براهم عدد بيوت الدعارة بحوالي 8000، والتي تتواجد في أماكن متعددة من الشوارع إلى الفنادق على شاطئ البحر.
كما تزايدت الظاهرة بشكل ملحوظ بين الفئات العمرية الشابة، حيث تبدأ النساء في ممارسة الدعارة في سن مبكرة، تتراوح بين 14 و16 عامًا، وهو ما يعكس ظروفًا مأساوية لهن.
وتتأثر الدعارة في الجزائر بجروح “العشرية السوداء” التي شهدت انتشار العنف والإرهاب، مما دفع العديد من النساء والفتيات إلى هذا النشاط بحثًا عن طرق للبقاء في ظل غياب الفرص البديلة. وبالرغم من الثروات الطبيعية الكبيرة التي يمتلكها البلد، بما في ذلك الموارد النفطية والغازية، فإن هذه الثروات لم تترجم إلى تحسن في أوضاع الأفراد الأكثر هشاشة.
تبقى ظاهرة الدعارة في الجزائر، رغم المحاولات المتعددة للحد من الحديث عنها، حقيقة قاسية تعكس أزمة اجتماعية واقتصادية عميقة.