حرب رمال جديدة تلوح في الأفق بين المغرب والجزائر
في تقرير صدر حديثًا عن “معهد تحليل العلاقات الدولية”، وهو مركز تفكير إيطالي، حذّر من تداعيات محتملة لـ”حرب رمال جديدة” بين المغرب والجزائر، وهما الدولتان اللتان تشهدان سباق تسلح متسارع في شمال إفريقيا.
وأشار التقرير إلى أن التوترات بين البلدين ليست وليدة اليوم، بل تعود إلى سنوات ما بعد الاستقلال، حين اندلعت حرب الرمال في عام 1963 حول مسألة الحدود في مناطق تندوف وبشار.
ورغم انتهاء تلك الحرب بعد تدخل منظمة الوحدة الإفريقية، إلا أن جروحها ما زالت تنزف حتى اليوم، مع استمرار النزاع حول قضية الصحراء المغربية.
- جذور التوترات بين البلدين
بدأت التوترات بين المغرب والجزائر بسبب مسألة الحدود بعد استقلال الجزائر عن فرنسا. كانت المملكة المغربية تعتبر بعض المناطق التي ضمتها فرنسا للجزائر جزءًا من أراضيها التاريخية، مما أدى إلى اشتعال حرب الرمال في عام 1963.
وعلى الرغم من تدخلات الوساطة الدولية، بما في ذلك منظمة الوحدة الإفريقية، ووقف القتال رسميًا، فإن النزاع حول الحدود لم يُحل جذريًا.
- التصعيد العسكري والسباق على التسلح
وفقًا للتقرير الإيطالي، يُلاحظ تصاعد ملحوظ في سباق التسلح بين البلدين، حيث يعزز المغرب قدراته العسكرية بدعم من الولايات المتحدة وإسرائيل.
وقد استفاد المغرب من هذه التحالفات لاقتناء أسلحة نوعية، مما يجعله منافسًا قويًا في شمال إفريقيا.
و في المقابل، تواصل الجزائر تقديم دعم مالي وعسكري لجبهة البوليساريو التي تنازع المغرب على الصحراء، ما يزيد من تعقيد المشهد الإقليمي.
- الصراع المحتمل: سيناريوهات كارثية
يشير التقرير إلى أنه رغم أن احتمال نشوب صراع مسلح بين البلدين في المدى القريب أو المتوسط لا يزال ضعيفًا، فإن التوترات الحدودية المستمرة قد تؤدي إلى انفجار مفاجئ.
كما يتوقع التقرير أن استمرار دعم الجزائر لجبهة البوليساريو قد يدفع الأخيرة إلى اللجوء إلى العنف المتطرف، مما قد يؤدي إلى زعزعة استقرار شمال إفريقيا ككل.
- الموقف الدولي
أشاد التقرير بمواقف عدد من الدول، مثل الولايات المتحدة وفرنسا، التي دعمت خطة المغرب للحكم الذاتي في الصحراء. ومع ذلك، تستمر الجزائر في السعي للحد من نفوذ المغرب في المنطقة الأطلسية والمتوسطية، في محاولة للحفاظ على دورها الإقليمي وتعزيز علاقاتها مع روسيا، حليفتها التقليدية.
- هل الحرب وشيكة؟
على الرغم من أن احتمالية اندلاع “حرب رمال جديدة” ليست مؤكدة في الوقت الحالي، إلا أن التوترات المتصاعدة بين البلدين تضع المنطقة أمام مستقبل غير واضح.
قد يؤدي أي حادث على الحدود إلى تفجير الوضع، ما يجعل الحفاظ على الاستقرار الهش في شمال إفريقيا تحديًا كبيرًا في المستقبل القريب.