ذكرى زلزال المغرب ..من صدمة الأرض إلى قوة الوحدة
في مثل هذا اليوم قبل عام، اهتزت الأرض تحت أقدام المغاربة، ولكن ما اهتز أكثر كان القلوب، التي لم تلبث أن توحدت في مواجهة واحدة من أصعب اللحظات في تاريخ المغرب الحديث.
زلزال 8 شتنبر لم يكن مجرد كارثة طبيعية، بل كان اختبارا حقيقيًا لروح التضامن والإخاء التي تجري في عروق هذا الشعب المتميز.. وبينما تهاوت المباني، شيدت جسور من الحب والعطاء بين أبناء الوطن، ليقدموا درسا في الإنسانية والصمود لا ينسى
لقد مرت سنة على زلزال المغرب الذي وقع في 8 شتنبر، حدث هز القلوب والأرض، ولكنه أيضا أظهر جهودا ملحوظة للتضامن والوحدة بين المغاربة في مواجهة الأزمة.
عندما تعصف الكوارث بالمجتمعات، يظهر أصالة الشعب المغربي في تلاحمه وتضامنه، بداية من الاستجابة السريعة للحكومة، وصولا إلى استجابة المواطنين الفورية والفعالة، شهدنا تجسيدا حيا لروح الوطنية والإخاء..، ففي ظل الألم، ازدهرت الروابط الاجتماعية، حيث قام العديد من المغاربة بتقديم المساعدات العاجلة والدعم المعنوي للمتضررين.
هذه الذكرى تجسدت في عمليات الإنقاذ البطولية والتعبئة الشاملة لإعادة بناء المناطق المتضررة، ولكن الأهم من ذلك كله هو تقويم قلوبنا لتعليمات الصمود والتكافل التي تعلمناها من هذه التجربة القاسية.
باختصار، كان زلزال المغرب فرصة للتأمل في قوة التضامن والوحدة الوطنية.. إنها دعوة لنا جميعًا للبقاء متماسكين ومتلاحمين في وجه التحديات، مؤكدة على أن المغاربة يدا واحدة، قادرون على تخطي أي امتحان يواجههم، بفضل روحهم القوية وإرادتهم الصلبة.
واليوم، ونحن نحيي ذكرى زلزال 8 شتنبر، نتذكر أن ما خلفته هذه الكارثة لم يكن فقط دمارا في الأرض، بل ولادةً جديدة لروح التضامن والتآخي بين المغاربة..
لقد أثبت هذا الشعب أنه قادر على النهوض من تحت الأنقاض أقوى مما كان، وأن الأزمات لا تزيده إلا تماسكا وصمودا..، إن هذه الذكرى ليست فقط مناسبة للحزن، بل هي أيضا لحظة للتأمل والفخر، بأننا شعبٌ قادر على مواجهة أصعب المحن بروح واحدة، وإرادة لا تنكسر.