تبون يرفض الفوز ب94%.. الانتخابات الجزائرية تتحول إلى مسرحية كوميدية!
في مشهد سياسي غريب لا يحدث إلا في الجزائر، قرر المترشحون الثلاثة للرئاسة – بمن فيهم “المترشح الفائز” عبد المجيد تبون بنسبة “94%” – أن يعلنوا في بيان مشترك رفضهم للنتائج… نعم، الفائز يرفض الفوز!
في تمام الساعة الحادية عشرة ليلاً، صدر هذا البيان العجيب بتوقيع مديري الحملات الانتخابية لكل من تبون، وعبد العالي حساني شريف، ويوسف أوشيش.
ولم يصدق المواطنون في البداية أن تبون نفسه يطعن في نتائج الانتخابات، ولكن بعد ما تأكدوا، انقلبت وسائل الإعلام الرسمية إلى مسرحية كوميدية.
البيان ركز على أربع نقاط مهمة – أو لنقل “أربع مشاكل” – أهمها كانت:”ضبابية الأرقام”، “تضارب النسب”، و”طريقة حساب غريبة” جعلتنا نسأل: هل انتخابات الجزائر تحولت إلى امتحان رياضيات للجنرالات؟ كيف يمكن أن يفوز تبون بنسبة 94% ويقول: لا يعجبني هذا الفوز، أريد 6 مليون صوت، وليس فقط 5.3 مليون!؟
“العبث الانتخابي” كان العنوان الأبرز لهذا البيان، حيث وجد حساني شريف – اللي كان يجمع التوقيعات بكل جدية – نفسه في مواجهة مع أرقام “خرافية”. كيف يمكن أن يحصل على 328 ألف صوت ويُعلن عنه فقط 178 ألف صوت؟ يبدو أن أصواته خرجت في جولة سياحية ولم تعد بعد!
أما أوشيش، فقد كانت صدمته أكثر درامية… الرجل كان يطمح لأكثر من 214 ألف صوت من محاضر الولايات، ولكن فجأةً وبدون سابق إنذار، انخفض عدد أصواته إلى 122 ألف صوت! وكأنها عملية حسابية خيالية لم يفهمها أحد، حتى مدير الحملة قال: نحن لا نفهم في هذه الحسابات، هل نحن في مدرسة سحر؟
المثير للسخرية أن السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات في الجزائر، التي كانت تشاهد هذا العرض الهزلي، خرجت في منتصف الليل لتقول بكل فخر إنها “شفافة”! وطبعاً، لم تذكر نسبة المشاركة ولا حتى عدد الأوراق الملغاة… ربما كانوا يبحثون عن النسبة المناسبة في جيبهم السري!
وما يزيد الطين بلة، أن كل مرشح يملك “نسخته الخاصة” من الأصوات… تبون يقول: “أريد 6 ملايين”، حساني شريف يصرخ: “لدينا 328 ألفاً”، وأوشيش يُضيف: “لدي 214 ألفاً!” لكن شرفي، رئيس السلطة الوطنية، اختار أرقاماً أقل، ربما ليستطيع النوم بهدوء.