تبّون رئيس بجائزة الأوسكار في الخداع السياسي
في زمن الحكايات العجيبة والمسرحيات الهزلية، يأتيك عبدالمجيد تبون، نجم الجزائر الأول وصاحب بطولة فيلم “انتخابات على مقاس الزعيم”.
مع نسبة فوز تبلغ 95%، يبدو أن تبون يحصد “جائزة أوسكار” في فئة الخداع السياسي، ويثبت للعالم أن الجزائريين مستمتعون بمشاهدته، بينما الحقيقة تظهر أن أغلبية الشعب قررت مقاطعة العرض وذهبت لتناول الفشار في أماكن أخرى!
وكالعادة، تبون في دور البطولة لا يُرضى إلا بمشاهد عالية الدراما؛ فهو الممثل الرئيس في مسرحية الانتخابات الجزائرية، وسط ديكور مزيف لجمهور مغمور يصفق له على أنغام “الجزائر الجديدة”.
لكن المفاجأة كانت أن هذا الجمهور كان في معظمه أوراقاً بيضاء، رفضت المشاركة في هذه المسرحية المملة التي أخرجها جنرالات الجيش، أبطال خلف الكواليس.
ولأن المسرحية لا تكتمل إلا بمؤامرات وعصابات، فقد شُرعت الأبواب للتزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات، حيث أصبح صوت المعارضة أشبه بشخصية كوميدية تُنتقد ثم تُنسى. ورغم محاولات حركة مجتمع السلم لإعادة ترتيب المشهد، يبدو أن المشاهد الأخيرة قد كُتبت مسبقاً بحبر النفاق والتضليل.
وما زاد الطين بلة هو تجاهل تبون لجميع وعوده للحراك الشعبي، الذي كان يطالب بحريات وحقوق مشروعة، لكنه وجد نفسه يواجه “الرئيس الأب” الذي لا يستجيب إلا بالقبضة الحديدية.
لكن نرى أن تبون لم يخسر الانتخابات فحسب، بل خسر كذلك الرهان على تحسين صورته، والجزائريون فضلوا مقاطعة الاستعراض الهزلي هذا، تاركينه وحيداً على مسرح السياسة الهزلية. وربما السؤال الأهم الآن: هل يفوز تبون بجائزة أفضل رئيس في مسرحية هزلية لعام 2024؟