دوامة الملل
بالرغم من التقدم الكبير الذي أحدثته البشرية في وسائل الترويح والترفيه عن النفس .إلا أنه مازال هناك فئة كبيرة تعاني من الملل في نمطها اليومي . فتجد أحدهم يعيش حياة مميزة كل شيء متوفر له . من أموال ومنازل وسيارات فخمة وخدم …إلا أنه يشتكي من إحساسه المستمر للملل.
ومن المسببات الأولى للملل أذكر :
_التفكير المستمر بأحداث الماضي وإستحضارها.
-أن يكون الملل جزء من شخصية الفرد حسب علم الفلك مواليد الجوزاء يعانون كثيرا من الملل
-تعلق الشخص بالعالم الخاريجي وكل ما هو مادي . فتجده يسقط سعادته ولذة عيشه في الماديات والكمليات .وكلما حصل على شيء مادي وامتلكه إزداد شعور الملل لديه.
-المحيط السام والسلبي .حيث مخالطة السلبين تجعل الشخص يتقمص لشعور السلبية فيتجسد في حياته.
-جهل المرء لقدراته وذاته الداخلية .الذي لا يعرف نفسه يصعب عليه مجالستها و الإبتعاد عن الضجيج والجماعات .فكلما إختلى بنفسه إزداد شعور الملل لديه
-الإدمان بشتى أنواعه يولد الملل .[الإباحيات-الألعاب الإلكترونية -المخدرات-الكحول -السجائر والدخان -الانترنت ومواقع التواصل الإجتماعي..].كلما انفصل المرء عنها إزداد شعور الملل لديه.
-الفراغ وعدم تقدير الوقت فيضيع كله في السوء .
الكون مليء بالإحتمالات الجيدة التي تجعل المرء يعيش مستمتعا بكل ما هو موجود ومتوفر في الكون. وعليه أقترح مجموعة من النقاط المهمة التي تساعد ك صديقي القارىء لتخطي مشكلة الملل بحياتك وهي :
-العيش بنمط يوم بيوم تساعد ك هذه التقنية في الإستمتاع أكثر بيومك . وهي تعتمد على فرضية أنك ستعيش هذا اليوم فقط دون غيره ولا تعلم إن كنت ستستمر بالحياة أم لا . الشيء الذي يجعلك تركز وتبدل مجهود للقيام بأفضل الأعمال وإستغلال الوقت.
-تحديد الأهداف اليومية الصغيرة .حينما تشتغل بتقنية الاهداف تتخلص من جرثوم الفراغ وتستثمر يومك.
-مجالسة الطموحين والناجحين لتشرب من كأس نجاحهم .. فتاخد منهم التحفيز والإجابية .تذكر أنت شبيه من تجالس.
-الإبتعاد عن الغيبة والنميمة في الأخرين وإصدار الأحكام على الغير. هذا الثلاثي يعمل على التعطيل والسلبية في الحياة إضافة إلى أنه يقيدك تقيدا رهيبا.كلما قررت البداية في عمل ما تجدك فاشلا وغير قادر .لكون طاقتك وشغفك أحرق بالغيبة والنمينة . وعليه يقول الله عز وجل “ولا يغتب بعضكم بعضا. أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه “صدق الله العظيم _سورة الحجرات_.
-التغير وهجرة البيئة السامة والسفر للإكتشاف والتعلم .
-قضاء اليوم بنمط جدول الفترات .فتسقم اليوم لثلاث او أربع فترات . بالفترة الصباحية تكون لك مهمة . في فترة الزوال تمارس شيء أخر ثم فترة العصرنة تستمتع مع نفسك لوحدك إما لفنجان قهوة أو لقراة كتاب أو لمشاهدة وثائقي . أفضل هذه الفترة شخصيا أن أستمتع بفنجان قهوة والمناظر الخضراء في شرفة المطبخ. ثم فترة الليل من بعد صلاة المغرب إلى حين النوم .
-تخصيص وقت للجانب الروحي .فكلما إبتعدت الروح عن خالقها تعطي إشعارات جسدية لك من بينها الملل والأرق والهم والحزن والغم .
إن الحديث عن الملل معناه الحديث عن تطوير الذات والإشتغال على الجسد المشاعري قبل الجسد المادي . ويحدث ذلك بالبحث المستمر في معرفة النفس وبالإقتراب إكثر من الله والبحث في أسرار الوجود.