سُكَينة أوفقير تطلق ألبومها الغنائي الأول تحت عنوان “من حياة إلى أخرى”
بقلم/ بدر العلمي
تستعد سُكَيْنة أوفقير، لإطلاق ألومها الغنائي الأول، في العشرين من الشهر الجاري، تحت عنوان “من حياة إلى أخرى”، الذي يأتي “ثمرة مسار فني وشخصي طويل”.
وفضلا عن أنها كاتبة ومؤلفة ومغنية ومنتجة، تتميز سُكَيْنة أوفقير بكونها الابنة الصغرى للجنرال محمد أوفقير، الذي شغل منصب وزير الدفاع ووزير الداخلية في المغرب، والذي قام، في 16 أغسطس 1972، بمحاولة انقلاب فاشلة ضد الملك الحسن الثاني.
وبحسب بيان تقديمي للعمل الفني الجديد، فهذه ‘الفنانة الاستثنائية” ستقدم للجمهور، وهي في سن الستين، 13 أغنية “تعكس مسيرتها المأساوية من الظلمة إلى النور”، ولذلك، فمسارها متأثر بالتاريخ، من منطلق أنها “عاشت مصيرا مضطربا” بسبب الأحداث السياسية المغربية سنة 1972، بعد أن “أمضت 19 سنة في السجن في ظروف لا توصف”، لكنها “استطاعت بعد إطلاق سراحها استمداد قوتها من قدرتها على التحمل لإعادة بناء حياتها”. و”بعد 26 عاما في فرنسا عادت إلى المغرب بدافع إرادٍة لا تتزعزع للعيش بحرية”.
وتقول سُكَيْنة، عن تجربتها الفنية: “الموسيقى حيوية بالنسبة لي. كلما اشتعل العالم أكثر، كلما أنقذتني الموسيقى من نفسي، لأن الخطر يكمن في أن تجعل الحياة تبتعد بك عن ذاتك العميقة بسبب التجارب”.
وحسب الورقة التقديمية للألبوم الغنائي الجديد فالموسيقى، بالنسبة لسُكَيْنة أوفقير هي “أكثر من مجرد شغف، إنها ملاذ، علاج ووسيلة تعبير قوية رافقتها طوال مسيرتها”.
غلاف ألبوم “من حياة إلى أخرى” لسُكَيْنة أوفقير
وبحسب الورقة ذاتها فألبوم “من حياة إلى أخرى” هو “ألبوم حياة” و”رحلة عاطفية حقيقية”، حيث أنه “نضج على مدار ما يقرب من 30 سنة، تشكل فيه الأغاني ال 13 “قوسا سرديا مدهشا، يبدأ بنور التسامح وينتهي بالأغاني الأولى المليئة بالغضب”. وأضافت أن الألبوم هو “شهادة موسيقية لامرأة تمكنت من تحويل قصتها إلى عمل فني عالمي”.
ويتعلق الأمر، بحسب هذه الورقة، ب “صوت يتردد صداه عبر الحدود”، معه “تؤكد سُكَيْنة أوفقير نفسها كفنانة فريدة، يلامس صوتها وتأليفاتها جوهر تجربة الإنسان”، هي التي “تجاوز رسالتها المفعمة بالأمل الثقافات والأجيال”.
وسبق لصغرى بنات الجنرال أوفقير أن أصدرت كتابا تحت عنوان “الحياة بين يدي”، تحكي فيه عن مشاعرها وتجربتها بعد تورط والدها في المحاولة الانقلابية. ومما نقرأ في ظهر غلاف هذا الكتاب: “أكتب هذه الصفحات لأنني في منتصف الطريق حتى قبل أن أشرع في الحياة. أكتب هذا الكتاب لأنني عشت كثيراً. بل وكثيراً جداً. أكتب هذا الكتاب لأموت وحيدة، فخورةً، منتصبةَ. أبية على ما أتمنى، هادئةً. سعيدةً. لكل طموحاته، وعيوبه، ومباهج تجربته. لا أكتب هذا الكتاب لكي يحسدني الناس أو يشفقوا علي أو يجدوا أنفسهم في مصيري. لا أكتب هذا الكتاب ليعجب الناس بي، وفي كل الأحوال، ليس لإثارة الإعجاب بمقاومتي في تحمل المحنة، والمصائب، لأننا، بكل بساطة، نتحمل كل شيء، كل شيء، حينما لا يترك لنا من خيار. قبلت كتابة هذا الكتاب لأنني بقيت على قيد الحياة. ولأنني اخترت الحياة. بكل ما قد يبقى لي من عيوب، أكتب هذا الكتاب لها. هي، كنزي الصغير الطفلة التي كنتها. أكتب حياتها لأنها الوحيدة التي تركت الحياة بين يدي”.
المصدر: ايلاف