أزمة رجالية في الجزائر تؤكد مقولة المقبور “هواري بومدين”
في وقت سابق، نطق الرئيس الراحل هواري بومدين بجملته الشهيرة: “لدينا أزمة رجال”، وكان يقصد بها افتقار البلاد إلى رجال يتحملون المسؤولية في ظروف صعبة.
لكن يبدو أن الأزمة هذه الأيام تطورت بشكل فريد. لم تعد أزمة رجال في القيادة فقط، بل أصبحت أزمة رجال في بيوتهم، وأزمة في القدرة على الالتزام بمسؤوليات الزواج! نعم، نحن في عصر حيث الزواج صار مثل موضة سريعة الزوال، والطلاق أصبح “التريند” الجديد في الجزائر.
اليوم، عدد حالات الطلاق يرتفع بوتيرة تجعل الأرقام تحاكي صعود وهبوط سوق الأسهم. والسبب؟ هو “غياب الرجل”، أو بالأصح، “غياب الرجل الحقيقي”.
مع ازدياد المتحولين جنسيًا في المجتمع الجزائري، يبدو أن أزمة “الرجال” أخذت أبعادًا جديدة، حيث أصبح من الصعب تحديد من يتحمل مسؤولية الزواج ومن يلعب دور الزوج أو الزوجة.
ما كان يُعدّ سابقاً مجرد خيار شخصي أصبح الآن جزءاً من التركيبة الاجتماعية الجزائرية التي تزيد من تعقيد المشهد العائلي في الجزائر.
الرجال الذين يتحولون جنسياً يجدون أنفسهم بين عوالم مختلفة، فهم يبتعدون عن الأدوار التقليدية للزوج والمسؤولية التي تأتي مع هذه الأدوار.
وفي ظل هذا التحول، تتغير معايير العلاقات وتنهار النماذج التقليدية للزواج.
اليوم، الجزائر تعيش أزمة طلاق غير مسبوقة، مع آلاف الحالات التي تضاف إلى الإحصائيات كل يوم. الوزارة الجزائرية تحصي وتعد الأرقام، ولكن هل الأرقام تكشف عمق المأساة؟ بالتأكيد لا. الأزمة أكبر من مجرد رقم. إنها أزمة مجتمع يتفكك، وأزمة رجال فضلوا الانسحاب من مسرح الحياة الزوجية، سواء من خلال التحول الجنسي أو من خلال الهروب من المسؤوليات.
الزواج في الجزائر اليوم أصبح مثل “مباراة كرة قدم”، والطلاق هو “صافرة النهاية”، والرجال الحقيقيون باتوا عملة نادرة في مجتمع يواجه أزمات متتالية.