في خطوة وصفها النظام الجزائري بـ”الانتصار العظيم”، أعلنت مجلة الجيش الجزائري في عددها لشهر شتنبر 2024 عن نجاح الانتخابات الرئاسية المسبقة التي أسفرت عن فوز عبد المجيد تبون بعهدة رئاسية ثانية. هل هي انتخابات أم مهرجان وطني لتكريم الرئيس الدائم؟ يبدو أن الشعب الجزائري قد اختار، أو بالأحرى أُختير له، أن يُكمل المسار “الناجح” للإصلاحات التي بدأها تبون في ولايته الأولى. وإذا كانت تلك الولاية “حبلى بالإنجازات”، فما الذي ستلده الثانية؟
– الجيش بطل الانتخابات
بحسب مجلة الجيشالجزائري ، لم يكن نجاح العملية الانتخابية ممكناً لولا الدور البطولي الذي قام به الجيش الوطني الشعبي، فهو الحارس الأمين الذي أمن الانتخابات وأكد نجاحها. ربما يحق لنا التساؤل: هل كان الشعب بحاجة إلى تأمين انتخاباته أم أن الجيش كان يراقب الشعب ليتأكد من أنه يسير في الاتجاه الصحيح؟!
– سلم… أم صمت؟
تفاخر المجلة بأن الجزائر تنعم اليوم بالسلم والاستقرار، وهي حقائق قد تكون صائبة إذا اعتبرنا أن “السلم” هو غياب الصوت المعارض وأن “الاستقرار” هو غياب الحركة. ولكن، ماذا عن الأصوات التي تنادي بالتغيير والحرية؟ هل يتم قمعها باسم السلم، أم أنها ببساطة تُهمّش حتى يظل النظام يمارس “الإصلاحات” كما يشاء؟
– ثقة الشعب أم ترويضه؟
تدعي الافتتاحية أن الشعب الجزائري قد استعاد ثقته في مؤسسات الدولة. لكن، هل فعلاً استعاد ثقته أم أن النظام اكتسب مهارات جديدة في ترويض تلك الثقة وجعلها تسير في الاتجاه المرغوب؟ تتحدث المجلة عن إنجازات في كل المجالات، ولكن على أرض الواقع، أين هذه الإنجازات؟ هل تجدها في بطالة الشباب أم في تدهور الخدمات الأساسية؟ أم ربما في الازدهار المتزايد لتجارة “الحَرَقة” التي باتت السبيل الوحيد للشباب للهروب من “الإنجازات”؟
– إرادة التقدم… أم الاستمرار في الدوران؟
مع أن النظام يتحدث عن “إرادة حقيقية وصادقة” لتحقيق النهضة، إلا أن الجزائريين قد بدأوا يتساءلون: كم من عهدة رئاسية يجب أن ننتظر قبل أن نرى هذه “النهضة”؟ هل هي إرادة للنهوض بالبلاد أم مجرد استراتيجية للاستمرار في الدوران حول أنفسنا؟
– الجزائر ومبادئ التحرر
وفي ختام مقالها، أكدت المجلة أن الجزائر ستظل وفية لمبادئ التحرر، وعلى رأسها القضيتين الفلسطينية والصحراوية. يبدو أن النظام يجد في الدفاع عن قضايا الآخرين وسيلة مثالية لتشتيت الانتباه عن قضايا الداخل.