الجزائر تُعلّم العالم دروساً في “الرياضيات الانتخابية”.. كيف تفوز حتى لو خسرت؟
كما كان متوقعاً، جاءت النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية في الجزائر لعام 2024، وكأنها مشهد من فيلم كوميدي رديء الإنتاج.
المحكمة الدستورية، التي يبدو أن أعضاءها اجتمعوا على كوكب آخر، أعلنت أن عبد المجيد تبون فاز بنسبة 84.30٪ من الأصوات.
لكن انتبهوا! الأرقام الأولية كانت قد أعطته 94.65٪. كيف تراجعت هذه النسبة؟ لا نعلم، ربما قررت الأرقام الاستقالة والالتحاق بمظاهرة تطالب بالعدالة الحسابية!
لكن المفاجأة الكبرى ليست هنا؛ بل في “السحر” الذي قامت به المحكمة الدستورية. فقد تحول عدد الأصوات فجأة من 5 ملايين و320 ألفاً إلى 7 ملايين و976 ألفاً.
يبدو أن الجزائر اكتشفت نوعاً جديداً من الرياضيات التي لم تصل بعد إلى بقية العالم!
في حين أن تبون “تراجع” قليلاً ليحصل على هذا الرقم الأسطوري، لم تترك المحكمة بقية المرشحين من دون نصيب.
فقد تم توزيع الأصوات كما توزع الحلوى على الأطفال في عيد ميلاد.
بينما حصل حساني شريف عبد العالي على 9.56٪ من الأصوات، ويوسف أوشيش حصل على 6.14٪. يبدو أن المحكمة كانت في مزاج كريم، وقررت توزيع الأصوات على الجميع، لأن “الكاميرا الخفية” كانت تسجل كل شيء.
– السخرية في مواقع التواصل
الجزائريون لم يتأخروا في التعبير عن سخريتهم، فمنصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى كرنفال من التعليقات الساخرة. أحدهم قال: “إذا كانت الرياضيات علم دقيق، فالجزائر بالتأكيد لديها معادلات خاصة بها!”.
آخرون وصفوا الانتخابات بأنها “أغبى عملية تزوير في التاريخ”، متسائلين إن كانت هذه النتائج قد تمت برعاية برنامج كوميدي.
وكتب الطاهر بيبراس ساخراً: “إلعبوا بالأرقام كما تريدون، الأهم أن أغلبية الشعب يعرف أنها مزورة”.
بينما كتب آخر: “مهزلة رياضية عالمية… هل هذه انتخابات أم عرض مسرحي في مهرجان الضحك؟”.
– اللجنة الوطنية للانتخابات: هل هي بحاجة لدروس في الحساب؟
بعد كل هذه الفوضى، يبدو أن مصداقية اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تحطمت كلياً. إذا كانت هذه اللجنة، التي يرأسها محمد شرفي، هي من تدير العملية الانتخابية، فربما نحتاج إلى إعادة تعريف مفهوم الانتخابات! حتى الرئيس الفائز، عبد المجيد تبون، لم يتمكن من كبح غضبه، وشن هجوماً على اللجنة. يبدو أن الجميع غير راضٍ، حتى الفائز نفسه!
– انتصار الأرقام الخيالية!
في نهاية هذا الفصل الساخر من مسرحية الانتخابات الجزائرية، لا يسعنا إلا أن نقول: “تهانينا للرياضيات الجزائرية الجديدة، التي تمنحك الفوز حتى لو خسرت، وتوزع الأصوات كأنها ورق ملوّن في حفل تنكري!”.