تسعى كل مدينة إلى تحقيق التنمية المستدامة والنمو المتوازن، وتلعب المسؤولية الكبرى في تحقيق ذلك دورًا أساسيًا. وفي مدينة فاس، التي تزخر بتاريخها العريق وإمكاناتها الكبيرة، يأتي دور المسؤولين كعناصر محورية في دفع المدينة نحو مستقبل أفضل. تعتبر مدينة فاس واحدة من أقدم وأهم المدن في المغرب، حيث تحمل بين طياتها عبق التاريخ والثقافة. ولكن، لمواكبة التطورات التي تشهدها المدن الكبرى مثل طنجة، الرباط، مراكش، والدار البيضاء…، تحتاج فاس إلى جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها النهوض بالمدينة وتعزيز مكانتها كمركز حضري متقدم.
وفي هذا المقال، نستعرض أهم المشاريع المقترحة التي يمكن أن تدفع بفاس نحو آفاق جديدة من التقدم والازدهار.
1. طريق سيار فاس-طنجة عبر وزان:
يعد إنشاء طريق سيار يربط بين فاس ومدينة طنجة مروراً بوزان خطوة استراتيجية تعزز من تكامل شبكة الطرق الوطنية.
وهذا المشروع لن يسهم فقط في تسريع حركة النقل بين فاس وأحد أهم الموانئ البحرية في المغرب، بل سيعزز أيضاً من التنقل بين المدن الداخلية والمناطق الشمالية. كما سيشجع على جذب الاستثمارات ويدعم النشاط الاقتصادي في المناطق المحاذية.
2. ترامواي يربط بين أطراف المدينة ومركزها:
تشكل وسائل النقل العامة من الأولويات في تطوير المدن الكبرى. لذا، فإن إنشاء ترامواي يربط بين الأحياء البعيدة ومركز مدينة فاس سيكون له تأثير إيجابي كبير.
كما سيوفر هذا الترامواي وسيلة نقل فعالة ومريحة للمواطنين، مما يساهم في تقليل الازدحام المروري ويعزز من جودة الحياة في المدينة.
3. إنشاء مناطق صناعية على حدود المدينة:
تعتبر المناطق الصناعية من العوامل الرئيسية في تنمية الاقتصاد المحلي وخلق فرص العمل. من خلال إنشاء مناطق صناعية على أطراف مدينة فاس، يمكن تحقيق توازن بين النمو الحضري والبيئي، مما يتيح للمدينة استقطاب الشركات والمصانع ويوفر فرصاً عمل جديدة للمواطنين.
4. كهربة قطار فاس-الناظور ووجدة:
الكهرباء في وسائل النقل العام تساهم في تحسين الكفاءة وتقليل التأثير البيئي. لذا، فإن كهربة خط القطار الذي يربط فاس بالناظور ووجدة سيعزز من فعالية النقل السككي، ويخفف من التلوث، ويزيد من سرعة التنقل بين المدن الشرقية والغربية للمملكة.
5. تسريع جلب أسطول ذات جودة عالية للنقل الحضري:
توفير أسطول حديث وذات جودة عالية للنقل الحضري سيسهم في تحسين خدمات النقل العامة في فاس. يتضمن ذلك الحافلات المريحة والنظيفة التي تساهم في تلبية احتياجات المواطنين بفعالية وكفاءة.
6. حل أزمة الأزبال عبر تحسين البنية التحتية والخدمات اللوجستية:
تعد إدارة النفايات من التحديات الكبرى في المدن الكبرى. لذا، من الضروري وضع كل الإمكانيات اللوجيستية والبشرية لحل أزمة الأزبال في فاس. يشمل ذلك تحسين جمع النفايات، وإعادة تدويرها، وتعزيز الوعي البيئي بين المواطنين.
7. تعزيز الأمن داخل الأحياء والشوارع ومداخل المدينة:
الأمن عنصر أساسي لضمان سلامة المواطنين وجاذبية المدينة للاستثمار. من خلال تعزيز الأمن في الأحياء والشوارع ومداخل المدينة، يمكن تحسين الشعور بالأمان وتوفير بيئة مستقرة لجميع السكان.
8. إنشاء فضاءات ترفيهية على مستوى المقاطعات:
توفير فضاءات ترفيهية متكاملة على مستوى كل مقاطعة سيعزز من جودة الحياة في فاس. تشمل هذه الفضاءات الحدائق، المراكز الثقافية، والملاعب الرياضية التي تتيح للمواطنين قضاء وقت ممتع وتحسين رفاهيتهم.
9. القضاء على العشوائية عبر إنشاء أسواق نموذجية:
إنشاء أسواق نموذجية يساهم في تنظيم التجارة وتوفير بيئة تجارية صحية ومنظمة. وسيساعد هذا المشروع في القضاء على العشوائية وتقديم تجربة تسوق مريحة وآمنة للمواطنين.
10. إنشاء مراكن للسيارات:
مع تزايد عدد السيارات في المدن، يصبح من الضروري توفير أماكن لركن السيارات. إنشاء مراكن متعددة الطوابق أو تحت الأرض سيساهم في حل أزمة الازدحام ويوفر مساحة كافية لركن السيارات في أماكن استراتيجية.
11. تأهيل الأماكن السياحية:
فاس تمتلك تراثاً غنياً ومعالم سياحية رائعة، لكن من الضروري تأهيل هذه الأماكن لجذب السياح وتحسين تجربتهم. يشمل ذلك ترميم المعالم التاريخية، تحسين الخدمات السياحية، وتوفير معلومات واضحة وسهلة للزوار.
تنفيذ هذه المشاريع سيمنح مدينة فاس فرصة كبيرة لتحقيق قفزة نوعية في مجالات مختلفة، مما يجعلها قادرة على اللحاق بالمدن الكبرى وتقديم مستوى حياة عالٍ لمواطنيها.
المدينة تحتاج إلى رؤية استراتيجية وطموحة، والتزام جماعي من جميع الأطراف لتحقيق هذه الأهداف وتحويل فاس إلى نموذج للتطور الحضري في المغرب.
اتمنى أيضا الإنتباه إلى المشاغبين الذين يعيثون في الأرض فسادا والقيام بالزجر والضرب على أياديهم والذين يعيقون مسيرة النماء كفرض عقوبات على كل من سنحت له نفسه برمي الأزبال في الطرقات ….