المتصوفون يدعون إلى تكوين كفاءات الحقل الديني في مجال الذكاء الاصطناعي
اختتم الملتقى العالمي ال19 للتصوف بمداغ بإقليم بركان، اشغاله بالدعوة إلى استثمار تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتعزيز أواصر التواصل بين الطرق الصوفية الأصيلة، لمواجهة التحديات التي تطرح على التصوف والقيم الأخلاقية المترسخة في المجتمع.
ونظمت الدورة ال19 للملتقى العالمي للتصوف، التي أقيمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، تحت شعار “التصوف ومآل القيم في زمن الذكاء الاصطناعي”، وعرفت مشاركة العديد من الأساتذة الجامعيين والمفكرين والباحثين من مختلف أنحاء العالم.
وشدد المشاركون، مساء أمس الاثنين، على أهمية التشجيع على الانفتاح الإيجابي على هذه التطبيقات لما تتيحه من إمكانيات هائلة في شتى الميادين العلمية والمعرفية والمهنية.
وأبرزت مختلف المداخلات ضرورة خلق برامج تكوينية لفائدة المشتغلين بالحقل الديني في مجال الذكاء الاصطناعي من أجل معرفة تطبيقاته وكيفية التعامل معها، والمساهمة بمضامين دينية وشرعية يغنون بها مضمون قواعد البيانات التي تستثمرها هذه التقنية.
و في نفس السياق، دعا المشاركون، إلى إحداث مرجعية معرفية وقيمية للوعي بالذكاء الاصطناعي في البرامج التعليمية والتحسيس بفوائده ومخاطره، حتى يتم استثماره في صناعة نهضة تنموية رائدة.
و أكد المتدخلون على التعاون والتشارك في اقتراح ميثاق أخلاقي كدليل ومرشد لمطوري هذه التقنيات، ومساهم على التجاوب مع مقتضيات الأخلاق ومتطلبات الإبداع والابتكار، بالإضافة إلى وضع معايير وضوابط قانونية وأخلاقية تضمن منع وقوع الضرر على الأفراد والمجتمعات من قبل الشركات المطورة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
وشدد المشاركون كذلك، على أهمية تكثيف الجهود والتنسيق بين سائر الفاعلين والمؤسسات من أجل تنمية أخلاقيات وقيم مشتركة تتعلق بتجاوز أهم التحديات التي يفرضها العالم الجديد للذكاء الاصطناعي.
وركزت الجلسات العلمية لهذا الملتقى (11 – 16 شتنبر)، الذي نظمته الطريقة القادرية البودشيشية، ومؤسسة الملتقى، بشراكة مع المركز الأورو- متوسطي لدراسة الإسلام اليوم، على موضوع استعمال الذكاء الاصطناعي وتأثيره على القيم الإنسانية، وما يفرضه من تحديات تتعلق بالحفاظ على الهوية الثقافية والدينية للمجتمعات والشعوب.
وبالإضافة إلى الجلسات العلمية، تضمن برنامج الملتقى، الذي يندرج في إطار الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، عددا من الأنشطة الموازية، من ضمنها مسابقة في حفظ وتجويد القرآن الكريم، ومنتدى شباب الطريقة، ومسابقة شعرية، وأخرى في النص الصوفي، وكذا معرض للكتاب.
وعرف اللقاء، الذي توخى المساهمة في مراعاة الجانب الروحي في مسألة تنمية المجتمعات، تنظيم الدورة ال12 للقرية التضامنية تحت شعار “التدبير المعقلن للموارد الطبيعية: بين المسؤولية الأخلاقية والابتكار التكنولوجي”.