احتفى المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، مساء أمس الأربعاء بالرباط، بتخرج الفوج التاسع من سلك الإجازة الأساسية برسم السنة الجامعية 2023-2024، وذلك خلال حفل نظم في رحاب موقع شالة الأثري.
ويأتي حفل تتويج الخريجين، في إطار الدينامية الجديدة التي تبناها المعهد خلال الدخول الجامعي 2023 – 2024، والتي ترتكز فلسفتها على تبني المقاربة الشاملة في التكوين ووضع كل الموارد التقنية والفنية اللازمة رهن إشارة الطلبة.
وشهد حفل تسليم الشهادات للطلبة المتخرجين حضور شخصيات ثقافية وإعلامية وديبلوماسية، علاوة على عدد كبير من الطلبة من مختلف الأسلاك والأفواج.
وتضمنت فقرات الحفل عرض مقتطفات من الإنتاجات السينمائية التي أبدعها الطلبة في إطار تكوينهم داخل المعهد، بالإضافة إلى وصلة موسيقية من أداء فرقة (عبيدات الرمى).
وأثنى عبد العزيز البوجدايني الكاتب العام لقطاع التواصل بوزارة الشباب والثقافة والتواصل، في كلمة افتتاحية بالمناسبة، على كافة مكونات المعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما، من أساتذة وإداريين وطلبة، مشيدا بجهودهم الهادفة إلى تجويد التكوين بهذه المؤسسة العتيدة.
وأكد البوجدايني أن المغرب في حاجة ماسة إلى الكفاءات في مجال السمعي البصري، مشيرا إلى أن هذه المؤسسة تضطلع بدور طلائعي في تخريج كفاءات عالية التأهيل.
وفي هذا الصدد، هنأ الكاتب العام لقطاع التواصل الطلبة المتخرجين، داعيا إياهم إلى التحلي بالمسؤولية والوطنية في سبيل رفع تحديات التنمية الثقافية والإبداعية المنوطة بهم، مذكرا بدورهم في تعزيز وإثراء الساحة الفنية – السينمائية على المستويين الوطني والدولي.
من جهة أخرى، ذكر البوجدايني بالجهود التي يبذلها قطاع التواصل بالوزارة ذاتها للنهوض بالحقل السينمائي عموما، وتجويد وعصرنة مناهج التكوين بالمعهد العالي لمهن السمعي البصري والسينما على وجه الخصوص. ويتعلق الأمر، بحسب السيد البوجدايني، بفتح تخصصات جديدة من شأنها الإسهام في مواكبة التطورات التكنولوجية والمهنية في المجال السمعي – البصري والسينما، بالإضافة إلى تعزيز الشراكات الدولية من خلال إبرام اتفاقيات تعاون مع مؤسسات أكاديمية وبحثية دولية رائدة في هذا المجال.
من جهته، دعا حكيم بلعباس مدير المعهد في كلمته بالمناسبة، الطلبة المحتفى بهم إلى “التمسك بروح وفلسفة رحلتهم داخل المعهد خلال ثلاث سنوات من المثابرة، والمرتكزة حول استثمار الأفكار الخلاقة والتعلم من الأخطاء، في مسارهم المهني”.
كما ذكر بلعباس الطلبة بالمسؤولية الأخلاقية والاجتماعية الكبيرة الملقاة على عاتقهم، باعتبارهم صانعي أفلام لديهم القدرة على التأثير على عقل ووجدان المتلقي، مطالبا إياهم بالتفكير بعمق في جدوى أعمالهم المستقبلية التي لا تقتصر على عنصر الترفيه فقط، بل تعدوه لتكون رسالة إنسانية سامية.
وبخصوص فلسفة التكوين في المعهد، قال بلعباس إن الانفتاح يعتبر السمة الأساسية للعملية البيداغوجية داخل المؤسسة، مشيرا إلى المجهودات المبذولة من أجل مواكبة التطورات التكنولوجية عبر توفير تخصصات وأدوات تكوينية جديدة من قبيل اللغات والذكاء الاصطناعي وألعاب الفيديو وتحريك الرسوم.
من جانبهم، عبر الطلبة المحتفى بهم عن سعادتهم بالنجاح في مسارهم الدراسي داخل المعهد العالي لمهن السمعي – البصري والسينما، معربين عن اعتزازهم بالانتماء لهذه المؤسسة التي وفرت لهم، طيلة مدة التكوين، كل الوسائل اللازمة لتخطي الصعوبات وامتلاك المهارات التقنية والفنية.
يشار إلى أن المعهد العالي لمهن السمعي-البصري والسينما، الذي تم تأسيسه سنة 2012، مؤسسة للتعليم العالي تحت وصاية وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع التواصل، تقدم تكوينا أكاديميا متميزا ومجانيا في المهن المرتبطة بقطاعي السمعي – البصري والسينما.
وتناط بهذه المؤسسة، التي بلغ عدد خريجيها حتى الآن 461 خريجا، مهمة التكوين والبحث وتقديم الخدمات في المجالات المرتبطة بمهن الصورة والصوت والكتابة والمونتاج والإنتاج والإخراج.