اعتقال الجنرال جبار مهنا.. صراع الأجنحة في الجزائر مستمر
تم اعتقال الجنرال جبار مهنا، المدير الأقوى للاستخبارات الخارجية الجزائرية خلال ولاية الرئيس عبد المجيد تبون الأولى،من قبل فرقة تابعة للحرس الرئاسي الجزائري فور إقالته. الجنرال مهنا أحيل إلى السجن العسكري بالبليدة حيث يُحقق معه في قضايا عدة، أبرزها سلسلة الإخفاقات الدبلوماسية والاستخباراتية، بالإضافة إلى علاقاته المشبوهة مع معارضين جزائريين معادين لرئيس أركان الجيش الجزائري، الفريق سعيد شنقريحة.
ومن بين أبرز الاتهامات الموجهة إلى مهنا، تورطه في مؤامرات ضد دول مجاورة مثل مالي، النيجر، وليبيا. بالإضافة إلى ذلك، تبرز فشله في مواجهة المخابرات المغربية، حيث تمكنت المخابرات المغربية من إحباط جميع محاولاته لزعزعة استقرار المملكة المغربية. هذه المحاولات لم تكن فقط فاشلة، بل أرهقت خزينة الجزائر بتكلفة تجاوزت 450 مليون دولار بدون تحقيق أي نتائج تذكر.
ومن المثير للدهشة أن الأنظمة العسكرية الديكتاتورية غالبًا ما تكون غارقة في صراعات داخلية بين الأجنحة المتنافسة، حيث يتبادل العسكريون السلطة والانتقام. الجنرال الذي كان يُسجن اليوم، قد يعود غدًا بقوة ليفرض سيطرته مجددًا وينتقم ممن سجنوه. هذا الصراع المستمر يعكس حالة الفوضى والتقلبات داخل النظام العسكري الجزائري.
السؤال الذي يطرح نفسه: من يقف وراء هذه التحركات المتكررة؟ كيف يتم إطلاق سراح الجنرال وإعادته إلى رأس المخابرات الخارجية قبل إقالته مجددًا واعتقاله مرة أخرى؟ يبدو أن هذا المسلسل السياسي والعسكري سيستمر، وما زال الغموض يحيط بالعديد من تفاصيله.