المغرب وإسبانيا..سباق لبناء جسر اقتصادي بين الصين وأوروبا وأمريكا
تعمل الصين بجدية على تعزيز وجودها الاقتصادي في أوروبا وأمريكا وتسعى إلى إنشاء قاعدة انطلاق أو “رأس جسر” لتصدير منتجاتها إلى هاتين المنطقتين.
هذا الهدف يضع المغرب وإسبانيا في قلب المنافسة حيث يسعى كلا البلدين ليكون بوابة الصين إلى الغرب.
المغرب: شريك استراتيجي للصين في إفريقيا وأوروبا
يمتلك المغرب مجموعة من الاتفاقيات التجارية التي تعزز مكانته كوسيط اقتصادي مثالي للصين. هذه الاتفاقيات مع كل من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، تتيح لبكين تصدير منتجاتها الرئيسية مثل السيارات الكهربائية إلى الأسواق الغربية. وتأكيدا على هذا التعاون نجح المغرب في جذب شركة *Gotion High-Tech*العملاق الصيني في مجال تصنيع البطاريات لبناء مصنع ضخم للبطاريات المخصصة للسيارات الكهربائية بالقرب من القنيطرة، باستثمار قدره 1.2 مليار يورو.تعد هذه الخطوة جزءا من استراتيجية المغرب لتعزيز صناعة السيارات الكهربائية التي تشهد طفرة كبيرة، حيث ينتج المغرب سنويا حوالي 700,000 سيارة من خلال مصنعي ستيلانتس ورونو اللتين تستعدان للتحول نحو السيارات الكهربائية لتلبية الطلب الأوروبي المتزايد. كما أن المغرب يعتبر بالفعل مركزا للصناعات التحويلية في شمال إفريقيا، ويمكن أن يشكل ممرا حيويا للصادرات الصينية إلى الأسواق الأوروبية والأمريكية، وذلك بفضل بنيته التحتية المتطورة مثل ميناء طنجة المتوسط.
إسبانيا: الطموح الأوروبي لبناء الجسور مع الصين
في المقابل، تسعى إسبانيا إلى استخدام عضويتها في الاتحاد الأوروبي وعلاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة لتعزيز دورها كجسر اقتصادي بين الصين وأوروبا. خلال زيارته إلى بكين، دعا بيدرو سانشيز رئيس الوزراء الإسباني، الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في التعريفات الجمركية على السيارات الكهربائية الصينية التي قد تصل إلى 38%مشيرا إلى أن ما تحتاجه أوروبا هو بناء “جسور اقتصادية” مع الصين، وليس الدخول في حرب تجارية. وتسعى إسبانيا إلى جذب استثمارات صينية في قطاع السيارات الكهربائية، حيث تدرس إنشاء مصنع للسيارات لشركة MG الصينية.
كما تهدف إسبانيا إلى حماية مصالحها التجارية مع الصين، خاصة فيما يتعلق بتصدير منتجات لحوم الخنزير، حيث تعد إسبانيا المصدر الأول إلى السوق الصينية بإجمالي 1.4 مليار يورو عام 2023.
الرهانات الاقتصادية: المغرب أم إسبانيا؟
التحديات أمام الصين كبيرة، فهي تسعى إلى تعزيز وجودها في أوروبا عبر شريك استراتيجي يمتلك البنية التحتية والعلاقات التجارية المناسبة. وبينما تقدم إسبانيا ميزة الانتماء إلى الاتحاد الأوروبي، يوفر المغرب بديلا جذابا بفضل اتفاقيات التجارة الحرة الموقعة مع أوروبا وأمريكا، إضافة إلى موقعه الاستراتيجي كبوابة لإفريقيا.المحللون يعتقدون أن الصين ستظل حذرة في اختيار شريكها النهائي، لكن المؤكد أن المغرب وإسبانيا سيواصلان السعي لإقناع بكين بأنهما الخيار الأفضل.