بين السيادة والتخبط.. هل بدأت البوليساريو بناء دولة داخل الجزائر؟ + فيديو
تواجه المخيمات الصحراوية في تندوف وضعًا كارثيًا بعد أن أعلنت البوليساريو المنطقة “منطقة منكوبة” بسبب الأمطار الغزيرة التي أدت إلى فيضانات مدمرة، مما تسبب في نزوح العديد من الصحراويين وتضرر المنازل والمرافق. هذا الوضع الخطير استدعى تعليق الدراسة والعمل لمدة أسبوع، مما زاد من تعقيد الأزمة.
وتشير عدة تقارير إلى نزوح حوالي 350 عائلة إلى أماكن آمنة، وسط غموض حول الخسائر الفعلية. كما تم تداول فيديوهات تظهر منع الأمن الجزائري من دخول المنطقة، مما يعكس التحديات التي تواجه الجزائر نتيجة إيوائها للانفصاليين.
يبدو أن البوليساريو، التي تُعتبر “دولة وهمية” بدعم جزائري، بدأت تتصرف وكأنها دولة مستقلة، مما يثير تساؤلات حول السيادة الجزائرية في هذه المنطقة.
إعلان البوليساريو منطقة منكوبة يعد مؤشرًا على تصاعد الأزمات التي قد تهدد استقرار الجزائر. وعلى الرغم من الدعم الذي تقدمه الجزائر للبوليساريو منذ عقود، إلا أن الأحداث الأخيرة تكشف عن تداخلات قد تهدد هذا الاستقرار.
المنع المفروض على عناصر الحماية المدنية والدرك الوطني الجزائري من دخول تندوف يسلط الضوء على ما يمكن أن يُعتبر فشلًا في الحفاظ على السيادة، مما يدفع العديد من المراقبين إلى التساؤل: هل فقدت الجزائر السيطرة على تلك المنطقة، أم أن البوليساريو تقترب من تحقيق أهدافها في بناء هياكل دولة مستقلة؟
وفي الوقت الذي تسعى فيه الجزائر إلى تعزيز سلطتها، يبدو أن البوليساريو تفرض نفسها كقوة مهيمنة على الوضع، مما يزيد من تعقيد الأزمات.
إن ما يحدث في تندوف لا يقتصر على الفيضانات، بل هو تجسيد لصراع طويل الأمد حول الهوية والسيادة في المنطقة.
بالتالي، تظل الأسئلة قائمة: هل ستتمكن الجزائر من استعادة سيادتها في تندوف، أم أن البوليساريو في طريقها لتحقيق أهدافها؟ إن الصراع حول هذه المسألة سيستمر في تشكيل المشهد السياسي في المنطقة، وسط تحديات جديدة قد تؤثر على مستقبل الجزائر وجوارها.