حين قال علي خامنئي: “لا توجد عوائق أمام التعامل مع العدو في بعض المجالات”، بدا واضحا النهج الذي سيسير عليه النظام الإيراني في علاقاته الخارجية وخصوصا علاقاته التي كانت متوترة مع أمريكا وإسرائيل. حدة ردود المسؤولين الإيرانيين بدأت أيضا بعيدة عن التهديد والوعيد، مما يعلن عن تلاشيه وسقوط كل الأوراق التي كانت بين يديه.
بقلم عبدالله العبادي
بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في العاصمة طهران، وارتفاع منسوب خطر اشتعال المنطقة، والتحذيرات الكثيرة من فتيل حرب مرتقبة وكذا الرد العنيف المرتقب لإيران، إلا أن الأمر لم يحصل.
تلاشي رد طهران على إسرائيل، وضع إيران أمام مفترق طرق، في وضع يحسد عليه في ما يخص ملفاتها الخارجية، وتدخلها في اليمن والعراق ولبنان وفلسطين، والفوضى التي أحدثها هذا التدخل غير المبرر.
اليوم المرشد الإيراني، يقول إن على إسرائيل أن تعرف أنها لا تستطيع إلحاق ضرر كبير بالبناء القوي لحزب الله، وذلك في أول خروج له عقب إعلان الجيش الإسرائيلي مقتل حسن نصر الله في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت يوم الجمعة.
ولم يظهر في كلمة خامنئي إشارة إلى مقتل نصر الله، لكنه قال إن “مصير هذه المنطقة ستقرره قوى المقاومة وعلى رأسها حزب الله، واعتبر خامنئي أن “لبنان سيجعل العدو الغازي الشرير والمنبوذ يندم على أفعاله”. وأشار إلى أن “العصابة الإرهابية الحاكمة في النظام الصهيوني لم تتعلم درسا من حربها الإجرامية المستمرة منذ عام في غزة”.
النظام الإيراني، أشعل فتيل الحرب بوكلائه بالمنطقة، وتاجر بالدم الفلسطيني واللبناني من أجل مصالحه الضيقة، وصارت إيران تتقن جيدا فن الكلام لا غير ثم الوعيد والتهديد، ويعلم الإيرانيون جيدا ان نظامهم لن يرد على اغتيال قاسم سليماني، ورضي موسوي، وفخري زاده، وإسماعيل هنية ولا على اغتيال حسن نصر الله في حالة تأكيد وفاته.
وعود كاذبة يتقنها النظام الإيراني جيدا منذ عقود، خرب من خلالها اليمن والعراق ولبنان وفلسطين، لكن يصر البعض على اعتباره أحد محاور المقاومة بكل سذاجة وهو من يدفع المنطقة نحو المزيد من الاحتقان وإشعال فتيل حرب إقليمية، المنطقة في غنى عنها.