أخبارالرئيسيةالناس و الحياة
الإحتراق النفسي(1)
من بين المشاكل النفسية التي تولد إستمرارية الألم بدواخل الإنسان هي الإحتراق النفسي.
ويقصد بالإحتراق النفسي الشعور المستمر بالذنب والخزي أو العار .كلها مشاعر دنيوية تولد النقصان في النفس وهي أساس النفس اللوامة .التي حذرنا منها القرآن الكريم .لكونها تتغدى على وسوسة الشيطان والأفكار المدمرة .
دعني أخبرك على أسباب ودوافع دخول المرء في دوامة الإحتراق النفسي؛ فالكثيرون يستهينون بهذا الأمر ولا يعيرونه إهتماما،حتى يتحول إلى السودوية.ومن تلك المسببات أذكر :
- ضعف الشخصية: هذا السبب يتكرر وتسمع به في جميع الإضطربات والأمراض النفسيةلكون الشخصية القوية تصمد ويصعب إختراقها أو تدميرها. والإنسان يتقوى بأمرين إثنين: الأول عقيدته والثاني وسطه .إذا غيبنا أحدهما تحول المرء لشخص ضعيف فاقد للمرساة ويسهل التلاعب به من قبل نفسه أو من قبل الأخرين.
- اللوم وجلد الذات في بعض المجتمعات الإسلامية يتم ربط اللوم وجلد الذات بالضمير والتعبير عن خشية الله. في حين أن أصل اللوم الحقيقي وجلد الذات مبني على فكرة زرعها الوعي الجمعي في بعض الأنفس الضعيفة لتدميرها وتعذيبها نفسانيا. أما الضمير يشتغل لمنعك من الوقوع في الخطأ. إشكالية الندم وجلد الذات بعد الخطأ بحد ذاتها فكرة مرضية مدمرة وخاسرة. حيث لا يستفيد منها الجسد إلا تدمير الأعصاب .فتجد أحدهم كلما فشل في أمر أو خطوة اخد يلوم وينقص في شخصه ويؤنبه، ظنا منه أنه بهذا الشكل سيصلح نفسه؛ في حين أنه لا يزيدها إلا ألما وإحتراقا وسرعان ما تعود لنفس الخطأ.
- عدم حب الذات هذه المسألة متجذرة أصولها بالتربية والأسرة تكون مكتسبة من البيئة التي ينشأ فيها الإنسان .وللأسف في المغرب أتحدث عن المغرب كوني تربيت تربية مغربية أمازيغية حقيقية تنبني على الخارج ثم الداخل؛ على إعطاء الأولوية للغير .
- فالحب هنا متعلق بما تعطيه وتقدمه للغير فقط لا غير .أما مسألة تقديم الحب لنفسك و أن يتم إستشعارك أنك مهم هذه مسألة جد جد مستبعدة؛ لم أدركها إلى أن بلغت سن السادسة والعشرين حينها فطنت بنفسي أنني أستحق أن أحب نفسي أولا قبل العالم لأستطيع إيقاف جلد الذات والإحتراق الذي بداخلي. و حينما أتحدث عن نفسي فأنا أتحدث عن عدد مهم من الناس يشبهونني تلقوا تربية كالتي تلقيتها . فالشخص حينما يحب ذاته يرتفع فائض الإستحقاق لديه فيجدب كل ما هو إيجابي لحياته .كما أنه بجيد الحوار مع نفسه يقرأ عواطفه ومشاعره أو بمعنى أخر يتمكن من تجسيد الذكاء العاطفي بحياته اليومية . والعكس صحيح. الشخص الذي يحب الأخرين ويجهل نفسه يحس بالنقص يتولد لديه شعور التعلق بالاخرين يبحث فيهم عن الحماية والأمان الذي من المفترض أن يقدمه هو لنفسه بنفسه…..تابع