العديد من الدول سواء، من دول الجوار أو الغرب البعيد، لا يريدون حلا للعديد من القضايا العالقة بمنطقة الشرق الأوسط، وكأننا أمام بطولة رياضية بحاجة لمزيد من الفرق لتنشيطها.
لا أحد يريد أن يفاوض بصدق، ولا أحد يستطيع أن يتنازل عن القليل من أجل المصلحة العامة. كما أن العديد من الفصائل والميليشيات بالمنطقة لا تخفي رسالتها الواضحة ودورها الارشادي تحت غطاء من الجماليات الخادعة.
بقلم / عبدالله العبادي
قد نعترف بأن العديد لا يزال يعرف كيف يمسك خيوط اللعبة، وكيف يجعل حضوره أكثر دموية وتدميرا. وخصوصا في لبنان حيث يتم تصفية العديد من الحسابات السياسية إقليميا ودوليا. إلا أن هذه المناورات قد تتحوّل في أي لحظة إلى حرب عالمية ودمار شامل.
بعض دول المنطقة كإيران تجيد جيدا وظيفتها التخريبية، وتدخلاتها في الشؤون الداخلية وتحريك بعض الميليشيات التابعة لها، لتحقيق مصالحها، وفرض سيطرتها، بطريقة متعددة الصفات والأوجه، حتى ولو على حساب أرواح الأبرياء من المدنيين، ولكن تتقدّمها رغبة كبيرة في السيطرة. وفي الجانب الآخر يتم تذكيرنا ببعض أساسيات الحريّة والارادة والوقوف في وجه العنف، بشكل ساذج ولا منطقي. مثالية الغرب محلّ إعجاب، لكنه يعلم أن الشرق الأوسط ذاهب إلى الهاوية، مع ذلك يحاول أن يبطئ السقوط المدوي ليستمر مسلسل المعاناة بغزة ولبنان واليمن وسوريا والعراق والكثير من المناطق الأخرى.
فيلم كبير يتم إخراجه، متطلّب وعميق وضع فيه الكثيرون مجهوداتهم وعبقريتهم، من كبار المخرجين السياسيين المترّبصين بنشر العنف والحرب. دون أن يستطيع أحدهم وقف تجاوزات بلده وفرط استخدامها للسلطة.
فيلم الشرق الأوسط، يحاك بشكل جيد، على أنظار العالم، وأمام كاميرات الإعلاميين، إنه رمز كامل للهيمنة غير الأخلاقية التي يفرضها الغرب وروسيا على العالم من خلال شبكة المصالح وتقسيم الكعكة.
إنه نتيجة منطقية انشاط سياسي واقتصادي غير أخلاقي، حيث بات الإقليم كله مهدد بالانهيار والدخول في فوضى لا نهاية لها.