اخشيشن دعا بالاردن لصياغة مخطط استعجالي تشاركي للنهوض بأوضاع الصحافة الوطنية
يشارك ما يزيد عن 500 إعلامي وإعلامية وصانع وصانعة محتوى وخبراء في ميدان الاتصال والتكنولوجيا من عدة بلدان عربية وأجنبية من بينها المغرب التي انطلقت اليوم الأحد أشغال الدورة الثانية لملتقى الإعلام والاتصال بالعاصمة الأردنية عمان.
ويمثل المغرب عبد الكبير اخشيشن رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية في أشغال الملتقى الذي ينظمه على مدى يومين “مركز حماية وحرية الصحفيين”، تحت شعار “صعود التحولات وسقوط المفاهيم”.
وقال وزير الاتصال الحكومي، الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، محمد المومني، خلال الجلسة الافتتاحية، “إن هذا الملتقى يشكل فرصة فريدة لتبادل التجارب وتلاقح الأفكار، وسط هذا التسارع الذي يشهده العالم في مجال الإعلام والاتصال، خاصة مع تطور منصات التواصل الاجتماعي وتطبيقات الذكاء الاصطناعي التي بدأت تتحكم في كثير من مفاصل الحياة”.
وأشار إلى أن مستقبل الإعلام مرتبط “بالالتزام الإعلامي بالمواثيق الأخلاقية، والمعايير المهنية”، لضمان أداء الرسالة الإعلامية على أكمل وجه في مواجهة التطورات التكنولوجية المتسارعة على هذا القطاع، إضافة إلى دور الصحفيين والإعلاميين في النهوض بالعمل الإعلامي بما يتماشى مع هذا التطور.
وفي هذا السياق، استعرض رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية عبد الكبير اخشيشن ، تجربة النقابة في النهوض بمهنة الصحافة وأوضاع الصحافيين، ومواكبة التحولات العميقة التي يعرفها المشهد الإعلامي الوطني والدولي.
وأبرز اخشيشن ، المسار التاريخي الذي قطعته النقابة من أجل حماية الصحافيين ، والدفاع عن مصالحهم المادية والمعنوية وتعزيز حرية التعبير، وتوفير البيئة القانونية والتنظيمية الهادفة إلى تطوير الإعلام الوطني الذي “عرف تحولات عميقة على مستوى بنيته المهنية أو طبيعته أو أشكاله الجديدة التي أفرزتها ثورة تكنولوجيا الاتصال والمعلومات ووسائط التواصل الاجتماعي”.
وقال اخشيشن إن النقابة الوطنية للصحافة المغربية “ساهمت في تجويد بيئة الممارسة المهنية، من خلال الانكباب على معالجة مشاكل النشر والتوزيع وتحسين شروط إصدار الصحف، وكذا الاهتمام بجوانب معنوية مثل الدفاع عن حرية التعبير”.
من جهة أخرى لفت إلى أن التطور التكنولوجي غير المسبوق كونيا، والذي يسير بمتوالية حسابية سريعة، جعل وسائل الإعلام الكلاسيكية تتراجع، وتعيش أزمات على مستوى التمويل، وكذلك على مستوى الوصول لقاعدة عريضة من المتلقين والمستهلكين.
وذكر بحرص النقابة الوطنية للصحافة المغربية على الدعوة إلى ضرورة صياغة مخطط استعجالي للنهوض بأوضاع الصحافة الوطنية، على أسس تشاركية، “بهدف خلق ممكنات قيام إعلام وطني قوي وتنافسي، وقادر على إنتاج قيمة مضافة تواكب النجاحات التي تحققها بلادنا في ميادين أخرى، وهي نجاحات أحيانا تقل فرص استثمارها بشكل أفضل في ظل ضعف تثمينها إعلاميا وترويجيا”.
من جهته، أوضح رئيس اتحاد الصحفيين العرب، مؤيد اللامي أن “مهنة الصحافة التي تشهد على ما يحدث حولنا لم تعد كذلك، بل يتم قتل الصحفيين في مناطق الحروب لمنع إيصال الصورة الواقعية للأحداث، وتزييف الحقائق”.
وقال المدير التنفيذي لمعهد الصحافة الدولي، سكوت جيفرن، من جانبه، “أنه لا يوجد وقت أهم من الآن للحديث عن واقع الإعلام والاتصال، بسبب ما يشهده الواقع من انتهاكات للإعلام وقتل الصحفيين، والهجوم عليهم لتشويه السمعة والضغط الكبير على استدامة الصحافة” ، مؤكدا على ضرورة الوقوف على التحديات والآليات التي من الممكن أن تضمن حماية الصحفيين خلال تأدية واجبهم، وما يتطلبه ذلك من جهد جماعي.
بدورها، قالت نائبة رئيس مجلس إدارة مركز حماية وحرية الصحفيين، سوزان عفانة، أن “انهيار الثقة بالقيم الإنسانية والأساسية والسلطة الأخلاقية جعل الحقيقة ضحية بارزة خلال الأشهر الماضية، إذ طغت البروباغندا ، وتحصن مروجوها بمعلومات مضللة عززتها صناعة المعلومات عبر منصات التواصل الاجتماعي، مع تغير تام لقيم العدالة والمساواة والحقوق الأساسية للإنسان”.
ولفتت إلى أن ما يؤكد هذه الحقيقة المأساوية “إحصائيات لجنة حماية الصحفيين التي توثق مقتل 111 صحفيا وإعلاميا حتى 27 من شتنبر الحالي، ما يجعل هذه السنة الأكثر دموية في تاريخ الصحافة العالمية”.
وتضمنت جلسة الخبراء والقيادات الصحفية العربية، الحديث حول نقابات الصحافة في العالم العربي ما بين الحماية والتطوير المهني.
كما شملت فعاليات اليوم الأول (مختبرات) تناقش موضوعات عدة منها، “اكتشاف أشكال جديدة من السرد القصصي”، و”إيجاد وسائل جديدة لمحاربة المعلومات الكاذبة”، و”الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار”.
يشار إلى أن مساء اليوم الأول، سيتضمن أمسية تكريمية للمدافعين والمدافعات عن حرية التعبير والإعلام، وشخصيات تدافع عن العدالة، والحق، والقيم الإنسانية، وسيشهد الحفل فقرات غنائية وطنية تراثية