تعتبر مدينة وليلي أو”volubilis” باللاتينية، من أقدم و أشهر المواقع الاثرية التاريخية بالمغرب، حيث يكتسي هذا الموقع، طابعا خاصا سواء من حيث أهميته التاريخية والأركيولوجية أو السياحية، كما يمثل أحد أهم المواقع السياحية بالمغرب وأكثرها إقبالا من طرف الزوار.
تقع وليلي، المعروفة ايضا باسم قصر فرعون، في سفح جبال مدينة مولاي إدريس زرهون، على بعد 28 كيلومترا من مكناس، و 58 كيلومترا من فاس،و يقال أن اسم المدينة استمد من الكلمة الأمازيغية واليلت،والتي ترمز إلى زهرة الزنبق الملونة ،المنتشرة بكثرة في المنطقة.
عرفت المنطقة المحيطة بوليلي، تواجد الانسان منذ العصر الحجري الحديث، قبل نحو 5000 سنة، نظرا للظروف المساعدة، و المتمثلة في و فرة المياه (وادي الخمان ووادي فرطاسة)، والأراضي الزراعية، ومواد البناء (محاجر جبل زرهون)، إضافة إلى إشراف المدينة على منطقة فلاحية خصبة.و توضح بقايا معبد للإله البوني البعل، ووجود قطع من الفخار والحجارة مكتوبة باللغة الفينيقية، تواجد الفينيقيون بحلول القرن الثالث قبل الميلاد.
تواجدت المدينة داخل مملكة موريطينيا، التي أصبحت دولة عميلة رومانية بعد سقوط قرطاج في 146 قبل الميلاد. واستمر التأثير البونيقي لفترة طويلة بعد ذلك، حيث احتفظ قضاة المدينة باللقب القرطاجي بعد فترة طويلة من انتهاء الحكم البونيقي. و في عام 25 قبل الميلاد، وضع الإمبراطور الروماني “أغسطس”، “يوبا الثاني” ملك نوميديا الأمازيغي الأصل، على عرش المقاطعة الموريتانية التي كانت تضم شمال المغرب. ولفت انتباهه إلى بناء العاصمة الملكية في وليلي.
و خلال فترة حكم الملك “يوبا الثاني” وابنه “بطليموس الأمازيغي” ما بين سنة 25 ق.م و40 م، شهدت وليلي ازدهارا كبيرا أهلها لتصبح عاصمة لـ موريطانيا الطنجية بعد سنة 40 م، حيث كانت تغطي مساحة 42 هكتارًا، ويقطنها 20 ألف نسمة.
كما يزخر الموقع بعدة بنايات عمومية شيدت أغلبها من المواد المستخرجة من محاجر جبل زرهون، نذكر منها معبد الكابتول (سنة 217 م)، وقوس النصر، والمحكمة، والساحة العمومية. كما تضم المدينة عدة أحياء سكنية تتميز بمنازلها الواسعة المزينة بلوحات الفسيفساء، نخص بالذكر منها الحي الشمالي الشرقي (منزل فينوس، منزل أعمال هرقل، قصر كورديان) والحي الجنوبي (منزل أورفي). كما أبانت الحفريات الأثرية على آثار معاصر للزيتون ومطاحن للحبوب، وبقايا صور دفاعي شيد في عهد الإمبراطور مارك أوريل (168 -169 م)، يمتد على مسافة تناهز 2.35 كلم، تتخلله ثمانية أبواب وعدة أبراج للمراقبة.
تم اكتشاف وتحديد الموقع في أواخر القرن التاسع عشر،ويعتبر جزءا من التراث المحمي للمغرب منذ سنة 1921، وفي سنة 1996، حظيت وليلي بتسجيلها ضمن مواقع التراث العالمي، نظرا لتوفرها على مواقع خالدة.
وفي كل سنة، تعرف المنطقة تنظيم “مهرجان وليلي الدولي لموسيقى العالم التقليدية”، الوحيد من نوعه بالمغرب، الذي يرتبط بموقع أثري وتاريخي قديم، و المكرس كملتقى لموسيقى وفنون العالم.
جبلة بن الأيهم والنعمان بن المنذر والبطالمة المصريون والرحل الجزائريون كانوا دولا عميلة للرومان مثل دول أخرى في آسيا الصغرى وأوروبا الشمالية وأوروبا الشرقية : كلها لحماية التراب الداخلي الروماني من القبائل التي بقيت حرة وبقيت مستمرة في محاربتها لهم . لا يفتخر الوطنيون بتلك الدويلات التي حاربت ضدهم لصالح الاحتلال الأجنبي .