حاوره/ عبدالسلام العزوزي
قال الاعلامي الفلسطيني طاهر أبوزيد ل”الحدث الافريقي”، عشية دخول حرب غزة عامها الثاني والتي كانت انطلقت شرارتها يوم السابع من أكتوبر العام الماضي، “طوفان الأقصى ساهم في نقل الصورة وتقديم رواية شعبنا بشكلٍ صادق، وهو أمر أثار تفاعل العالم كله، خصوصًا جيل الشباب، مع الضحايا من أبناء شعبنا الذين بطش بهم قصف طائرات الاحتلال”. واعتبر الإعلامي والناشط السياسي الفلسطيني طاهر أبوزيد“أن الأكثر تأثيرًا في هذه الحرب المدمرة هو نقل الجوانب الإنسانية في تداعيات المجازر”، و أضاف،”أن المغرب دولة شقيقة، تناصر شعبنا وتساند قضيته العادلة على الدوام”. وإليكم نص الحوار التالي:
غدا تكون قد مرت سنة كاملة على بداية شرارة طوفان الأقصى، ماهي أبرز المحطات شراسة في هذه الحرب مع العدو المحتل لأرض فلسطين؟
كل يوم في هذه الحرب الصهيونية على قطاع غزة التي تدخل عامها الثاني يحمل الكثير من الجرائم والمجازر بحق شعبنا الفلسطيني، الايام الاولى في العدوان التي تخللها مجموعة أحزمة نارية أدت إلى وقوع مجازر كثيرة، وإلقاء مئات القنابل الأميركية التي تزن (2000) رطل والتي دمرت أحياء بأكملها على من فيها من أحياء، وكذلك دعاوى التهجير القسري التي أطلقها ساسة صهاينة، وكادت أن تشرع بالتنفيذ لولا الحسابات الاقليمية والدولية المعقدة، ثم الاجتياحات البرية للمدن والمحافظات، وهو أمر قاد إلى نزوح مئات الالاف من بيوتهم، وعندما عادوا اليها وجدوها ركامًا.
أنتم كصحافي ممارس وناقل لحقيقة ما يجري من إبادة جماعية للجيش الصهيوني على شعب أعزل في غزة، ما هي الرسائل أو التغطيات الإعلامية الأكثر تأثيرا في شعوب العالم؟
الأكثر تأثيرًا هو نقل الجوانب الإنسانية في تداعيات المجازر، أكثر من التركيز على الدماء والأشلاء التي قد لا تجد صدى في وسائل الإعلام، خصوصًا المرئية، فالسردية الفلسطينية يجب أن تُبنى على الإنسانية التي يتم اغتيالها كل يومٍ بفعل جرائم الإبادة الجماعية.
ضحى العديد من زملائنا الصحفيين في فلسطين بأرواحهم في هذه الحرب، هل يمكنكم ان تصفون شعوركم وأنتم ترون أروحا لزملائكم يتساقطون يوميا بسلاح الصهاينة؟
جميعنا يدرك أن مهنتنا هي البحث عن المتاعب، ونقل الحقيقة للعالم قد يكلف الصحفي حياته، وهذه رسالة الصحفي الفلسطيني الذي يعرف أن واجبه يقتضي أن يكمل مشوار النضال والتضحية عبر بوابة نقل الرواية الفلسطينية والصورة الصادقة، التي تبرهن على مظلومية شعبنا وحقه في الحرية والاستقلال الوطني.
هل يمكن أن نعتبر أن طوفان الأقصى قد حقق ما لم تحققه باقي الحروب السالفة مع العدو الصهيوني منذ حرب 1967؟
طوفان الأقصى ساهم في نقل الصورة وتقديم رواية شعبنا بشكلٍ صادق، وهو أمر أثار تفاعل العالم كله، خصوصًا جيل الشباب، مع الضحايا من أبناء شعبنا الذين بطش بهم قصف طائرات الاحتلال، برغم أن دولة الاحتلال حصلت على دعم وتأييد الكثير من البلدان في الأيام الأولى التي تلت السابع من أكتوبر، لكن سرعان ما اتضحت نوايا الاحتلال من خلال ارتكاب المجازر المروعة، فأدرك العالم الحقيقة، وبدأ مسلسل رفض العدوان حتى يومنا هذا.
ما هي أهم رسالة يمكنكم أن توجهونها كصحافي إلى باقي الصحافيين في العالم، وإلى المنتظم الدولي في ظل هذه الحرب التي أكملت سنتها المدمرة الأولى؟
أهم رسالة لصحفيي العالم أن يواصلوا التغطية، وأن يلتزموا الموضوعية والانتصار للحقيقة، والبقاء في صف العدالة، وعدم التأثر بأكاذيب الاحتلال، وعدم الاعتياد على المشهد، فكل ضحية في فلسطين هي قصة تستحق أن يقرأها العالم ويتعاطفوا معها ويمارسوا سلوكّا مؤيدًا لحقوق شعبنا، وعدم الاكتفاء بشعارات الدعم والتأييد.
رقعة الحرب اتسعت نحو لبنان، سوريا، اليمن، فايران، ويمكنها أن تطال دول منطقة الشرق الأوسط كلها، هل كانت هذه الحرب خدعة لتمكين الغرب وعرابها إسرائيل لجعلها ذريعة من أجل تغيير خريطة العالم العربي؟
نوايا التوسع موجودة لدى دولة الاستيطان الصهيوني في فلسطين، والغرب يدعم الكيان الغاصب في خططه التصفوية لقضية شعبنا، ويدعم عدوانه المتواصل على دول المنطقة، وبالتالي هم لا يحتاجون إلى أعذارٍ لينقذوا جرائم التوسع ومحاولة تغيير معالم وجغرافيا هذه المنطقة من العالم.
كيف تنظرون إلى مواقف المغرب رسميا وشعبيا مع القضية الفلسطينية سواء في المحافل الدولية أو على أرض فلسطين؟
المغرب دولة شقيقة، تناصر شعبنا وتساند قضيته العادلة على الدوام، وكانت وما تزال، رسميًا وشعبيًا، إلى جانب فلسطين، وتترأس المغرب لجنة القدس المعنية أساسًا بالحفاظ على القدس، وعدم المساس بها أو تهويدها، وهي تقوم بدورها هذا بكل كفاءةٍ واقتدار، إلى جانب الدعم المتواصل الذي تقدمه المغرب لشعبنا في كل المحطات، وهي تحظى بتقدير شعبنا بكل مكوناته على هذا الدور الأخوي.
سؤال أخير…ما هي خسائر اسراءيل في هذه الحرب الغير متكافئة؟
أهم خسارة لدولة الاحتلال هي انكشاف الأكاذيب الصهيونية من جهة، وسطوع وجه الحقيقة الذي يبرهن على إجرام إسرائيل وعنصريتها وتوسعها الاستيطاني ورغبتها في إشعال المنطقة والعالم، وهو أمرٌ لن تتمكن إسرائيل من ترميمه ولو بعد عقودٍ من الزمن.