أكبر مسرح في إفريقيا..تأخر افتتاحه فكثرت التساؤلات؟!!
سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على مسألة التأخير المستمر في افتتاح “المسرح الكبير بالرباط، الذي يعتبر من أكبر المسارح في إفريقيا رغم اكتمال أعمال بنائه منذ أكثر من ثلاث سنوات.
هذا الصرح الثقافي -الفني البارز بتصميمه المعماري المميز يثير العديد من التساؤلات حول أسباب التأخير المتكرر مما خلق حالة من الفضول كما الاستياء بين المهتمين بالشأن الثقافي والفني.
في تقريرها الصادر ليوم الأربعاء 9 أكتوبر، أشارت “لوموند” إلى أن المسرح الذي يمثل آخر أعمال المهندسة المعمارية العراقية الشهيرة “زها حديد” يعد من أبرز الإنجازات المعمارية الحديثة في المغرب. هذا الصرح الثقافي ينتظر أن يكون له تأثير عميق على المشهد الثقافي المغربي والإفريقي، لكنه ما زال مغلقا أمام الجمهور،مما أثار تساؤلات حول الأسباب التي تعيق افتتاحه.
التكلفة والمكانة الثقافية
تقدر تكلفة بناء المسرح بمئات الملايين من الأورو،مما يجعله أحد المشاريع الثقافية الكبرى في المغرب، ويضع تأخر افتتاحه تحت المجهر. الصحيفة تساءلت عما إذا كانت هناك أسباب تقنية تتعلق بالتجهيزات الداخلية للمسرح، أو إذا كانت الأسباب إدارية مرتبطة بتدبير الموارد البشرية وإدارة المشروع.
ورغم عدم صدور أي توضيحات رسمية بشأن الأسباب الفعلية، فإن استمرار التأخير يغذي الشائعات والتكهنات.
يعتبر هذا المسرح الواقع على ضفاف نهر أبي رقراق في العاصمة الرباط جزءا من خطة المغرب لترسيخ مكانته كدولة رائدة في المجالين الثقافي والفني سواء على المستوى العربي أو الإفريقي.
الجانب الفني والمعماري
المبنى بتصميمه المستوحى من أشكال مستديرة وغلافه الأبيض الذي يميزه عن أي معلم آخر في المنطقة، يعد أيقونة معمارية بامتياز. تبلغ مساحته الإجمالية 25 ألف متر مربع ويستقطب اهتمام الزوار والسياح من جميع أنحاء العالم، وقد أشادت العديد من الصحف العالمية بتصميمه الفريد واعتبرته نموذجا للابتكار الهندسي والمعماري.
أهمية المشروع على الساحة الدولية
افتتاح المسرح الكبير لا يعد مجرد حدث محلي، بل هو حدث ذو طابع دولي،سيعزز من مكانة المغرب على الساحة الثقافية العالمية. إذ يتوقع أن يستضيف المسرح العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الكبرى، وأن يكون منبرا لترويج الفنون المغربية والإفريقية على نطاق عالمي. ومن المؤكد أن افتتاحه سيشكل نقلة نوعية في المشهد الثقافي بالمغرب.
استحقاقات المغرب الثقافية
لم يكن بناء المسرح الكبير مجرد خطوة لتعزيز البنية التحتية الثقافية، بل هو جزء من مشروع أكبر لتطوير المناطق الحضرية المحيطة بنهر أبي رقراق الذي شهد طفرة عمرانية كبيرة في السنوات الأخيرة. ويأتي هذا المشروع في إطار رؤية المغرب لتعزيز دوره كقوة إقليمية في المجال الثقافي،وجعل الرباط وجهة دولية للفعاليات الفنية والثقافية الكبرى.
الآفاق المستقبلية
رغم كل التساؤلات والغموض حول التأخير، يبقى الأمل معقودا على أن يتم افتتاح المسرح قريبا،خاصة وأنه يتوقع أن يكون له دور محوري في دعم القطاعات الثقافية والإبداعية في المغرب. كما أن المسرح سيعمل على تعزيز السياحة الثقافية في الرباط وجعل المدينة مركزا للفنون على مستوى القارة الإفريقية.