سجال حول ملتمس تشريعي لمنح الجنسية المغربية لأحفاد اليهود المغاربة المهاجرين
تجدد النقاش حول ملتمس تشريعي يسعى إلى منح الجنسية المغربية لأبناء وأحفاد اليهود المغاربة الذين هاجروا في فترات سابقةK حيث أبدت شريحة من الطائفة اليهودية في المغرب معارضتها لهذا المقترح الذي ظهر على البوابة الوطنية للمشاركة المواطنة منذ أكثر من عام لكنه لم يلق تجاوبا واسعا.
يرى المعارضون أن القوانين الحالية توفر لجميع المغاربة بغض النظر عن ديانتهم إمكانية الحصول على الجنسية المغربية بشرط إثبات أصولهم الوطنية دون الحاجة إلى سن قوانين خاصة.
جاكي كادوش رئيس الطائفة اليهودية المغربية بجهة مراكش-آسفي أوضح في تصريحاته أن “القوانين المغربية الراهنة لا تميز بين المواطنين على أساس الدين إذ يحق لكل مغربي يهودي أو مسلم إثبات أصوله المغربية والحصول على الجنسية”.
وأضاف: الملتمس المقترح قد يفهم بأنه يحمل نزعة تمييزية على أساس ديني وهو أمر يتنافى مع روح القانون المغربي التي تسعى إلى المساواة”.
وأكد كادوش أن إصلاح القوانين المرتبطة بالجنسية يجب أن يكون شاملا لجميع المغاربة وليس مقتصرا على فئة معينة. كما أشار إلى أن اليهود المغاربة الذين هاجر أجدادهم منذ عقود طويلة ما زال بإمكانهم تقديم طلبات لاستعادة الجنسية المغربية من خلال تقديم الأدلة المطلوبة،لافتا إلى أن العديد من المغاربة اليهود نجحوا في استعادة جنسيتهم دون مشاكل تذكر وأضاف كادوش: يمكن التفكير في حلول إدارية مثل إنشاء مكتب خاص لتخفيف الضغط على المحاكم ولكن دون أن يتضمن ذلك تشريعا خاصا بطائفة بعينها.
من جهة أخرى تمسك الحسين بنمسعود وكيل الملتمس بموقفه الداعم للمشروع،مشيرا إلى أن الهدف من الملتمس هو تعزيز الروابط بين أحفاد اليهود المغاربة وبلدهم الأصلي. وأكد بنمسعود أن الملتمس يستند إلى حقائق تاريخية ولا يحمل في طياته أي نزعة طائفية، مستدلا بأن بعض اليهود المغاربة الذين هاجروا إلى بلدان مثل أستراليا في العشرينيات لم يطلبوا جوازات سفر مغربية، مما أدى إلى فقدان أبنائهم وأحفادهم لحقوقهم في الجنسية المغربية.
لكن رغم دفاعه عن المقترح لم ينجح الملتمس حتى الآن في جمع العدد المطلوب من التوقيعات لدراسته من قبل البرلمان،حيث حصل فقط على 18 توقيعا رقميا و270 توقيعا ورقيا، بينما يشترط جمع 20 ألف توقيع لاستكمال المسطرة القانونية.
بنمسعود أشار إلى أن الأحداث السياسية العالمية،مثل الحرب التي شنتها إسرائيل على قطاع غزة في أكتوبر 2023 أثرت على موقف بعض اليهود المغاربة المقيمين في إسرائيل لكنه شدد على أن الجنسية المغربية حق لجميع المغاربة بغض النظر عن مكان إقامتهم أو أفعالهم.
الملتمس الذي وجه إلى رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي ورئيسة لجنة الخارجية نادية بوعيدة يتضمن مقترحات لمنح الجنسية المغربية لكل اليهود المغاربة الذين تنازلوا عنها سابقا ولأبنائهم وأحفادهم. كما ينص على تقديم الطلبات لدى المصالح الخارجية لوزارة الداخلية أو لدى المحاكم الابتدائية مع إتاحة الطعن في القرارات أمام المحاكم العليا ولجنة وزارية خاصة. وتشمل المقترحات أيضا تسهيلات لدمج أحفاد اليهود المغاربة في الحياة الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بالمملكة.