عبرت اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال في اجتماع لها مساء الجمعة 11أكتوبر الجاري عن اعتزازها الكبير بمضامين الخطاب الملكي السامي، الذي افتتح به الدورة الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة ، والذي خصه حصريا لقضية وحدتنا الترابية، وما حمله من رؤية استراتيجية ترسم التوجهات والاختيارات الكبرى بالنسبة لقضية الصحراء المغربية وللمقاربة الخلاقة التي رسمها الملك محمد السادس، من أجل مواصلة الذود عن وحدتنا الترابية وترسيخ وتوطيد السيادة الوطنية.
وأشادت نفس اللجنة عاليا بمضامين الخطاب الملكي السامي وبالمكتسبات الهامة التي حققتها بلادنا بخصوص قضية وحدتنا الترابية، بفضل الرؤية المتبصرة لجلالة الملك محمد السادس، والتي جعلت من الدبلوماسية المغربية قوة مؤثرة وذات مصداقية في المحافل الدولية، استطاعت أن تحقق زخما دوليا متواصلا وغير مسبوق من خلال توالي الاعترافات بمغربية الصحراء ودعم مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية من قبل المنتظم الدولي والدول العظمى الأعضاء في مجلس الأمن، والدول الشقيقة والصديقة، كان آخرها اعتراف الجمهورية الفرنسية بالسيادة الوطنية على أقاليمنا الجنوبية، وقبلها إسبانيا التي تدعم هي الأخرى مشروع الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية، وذلك لما لهاتين الدولتين من معرفة جيدة بالحقائق التاريخية والقانونية والشرعية الدامغة التي تؤكد حق السيادة على الصحراء المغربية، وبخبايا هذا النزاع الإقليمي المفتعل.
ونوهت اللجنة التنفيذية بالرؤية الاستراتيجية لجلالة الملك التي تضع أقاليمنا الجنوبية في صلب العمق الإفريقي لبلادنا من خلال إطلاق المبادرات الواعدة والأوراش القارية المهيكلة كالمبادرة الملكية الرامية إلى تمكين دول الساحل من الولوج إلى المحيط الأطلسي، ومشروع ربط أنبوب الغاز نيجريا المغرب، ومبادرة الدول الإفريقية الأطلسية، والتي تجسد جميعها نموذجا خلاقا للتعاون جنوب جنوب، والنمو المشترك بين الدول والشعوب، وثورة تنموية حقيقية ستساهم في تحقيق السلم والأمن والاستقرار والعيش الكريم للمواطن الإفريقي، وستجعل من أقاليمنا الجنوبية قطبا اقتصاديا واعدا بعمقه الإفريقي وبانفتاحه على أوروبا وباقي العالم.
و دعت اللجنة التنفيذية إلى إرساء آلية وطنية للدبلوماسية الحزبية ببلادنا، عبارة عن تكتل حزبي وطني يجمع كل الهيئات السياسية الوطنية من أجل إحكام التنسيق والتكامل ونجاعة التدخلات فيما يتعلق بالترافع عن قضية وحدتنا الترابية، والعمل على رفع منسوب إسناد الدبلوماسية الرسمية، وتقوية أدوار الدبلوماسية البرلمانية والارتقاء بها، وكذا دعم الدبلوماسية الشعبية، والعمل على ترصيد المكتسبات والانتصارات التي تحققت بشأن قضيتنا الوطنية لدى أصدقاء المغرب، بغرض تكثيف الجهود بالحجج والأدلة التي تسند الموقف المغربي لإقناع الدول القليلة المتبقية التي ما تزال مترددة أو تسير ضد الحقوق المشروعة للمغرب في صحرائه.
و جددت التعبير عن التعبئة الكاملة لحزب الاستقلال وراء الملك محمد السادس ، من أجل مواصلة تقوية الدبلوماسية الحزبية واستنفار جميع القدرات والقنوات التي تربط الحزب بالعديد من الأحزاب على مستوى أممية أحزاب الوسط، والاتحاد الديمقراطي الدولي، والحزب الشعبي الأوربي وكذا الأحزاب الإفريقية، وتلك التي تجمعها علاقات ثنائية بالحزب، للدفاع عن عدالة قضية الصحراء المغربية ومواجهة خصوم وأعداء وحدتنا الترابية.
وتعبر في هذا الصدد عن استعدادها الكامل للانخراط في التوجهات الملكية السديدة، الرامية إلى الانتقال إلى المبادرات سواء تلك التي تروم تقوية وتمنيع الجبهة الداخلية، أو تلك المرتبطة بالترافع في المحافل الدولية ولدى الأحزاب السالفة الذكر.