إلى تلك “الصامدة”
إلى تلك الصامدة في موج الحياة تجول
مرساة لسفينة ضلت بها السبل
احتضنتها الأمواج عاتبة في عناد
لكنها أبت أن تستسلم للريح والفساد
أنزلت أشرعتها وأبحرت عكس الكسرِ
لا خوف يسكن قلبها ولا تردد في السيرِ
قلب من حديد لا ينحني لعواصف الدهر
ولا يخضع لمن يعبث بمبادئها في السرِ
ما أُعطيت حق القرار ولا نعمة الاختيار
رسمت طريقها وحدها بحكمة في الإبحار
واجهت من سعى لثنيها وحافظت على الشرف
لم تنحن للريح يوما بل ظلت في الكفاح تقف
في أدوارٍ تقليدية تجاوزت كل حدود
كانت في كل معركةٍ من الصمود تعود
حافظت على أخلاقها شعلة لا تنطفئ
رغم الرياح العاتية هي لا تنكسر ولا تنحن
في الصمت كانت بركانا من العزة والكرامة
لا تسمح لأحد بالمساس بشرفها في الظلامة
تختفي ذرات رمادها في الأيام مثل الغبار
لكنها في العزيمة تبقى نجما يضيء المدار
وفي مسرح الحياة تحتسي قهوتها في سكون
تبتسم رغم الألم وتحارب لتبقى في حصون
تلك الصامدة ما زالت في قلبها النيران
تصمد أمام العالم بلا انحناء أو استسلام
تتمسك بآخر شعاع من يقين وأمل قريب
حتى يأتي الجبر ويهدأ الألم في القلوب
تحية لتلك الصلبة التي لم تعرف الانكسار
ولم تعرف الاستسلام يوما في وجه أي إعصار