قادة الاقتصاد الرقمي العالمي في المستقبل يستشرفون مسار التحول الاقتصادي في دبي
شهد اليوم الافتتاحي لـ”قمة قادة الاقتصاد الرقمي العالمي في المستقبل“، تجمعاً لكبار المسؤولين الحكوميين وقادة القطاع والخبراء من مختلف أنحاء العالم، حيث تم تدشين حوار حول استشراف مسار التحول الاقتصادي المعتمد على الحوسبة والذكاء الاصطناعي.
وتنعقد القمة بالتزامن مع انطلاق فعاليات معرض “جيتكس جلوبال”، أكبر حدث مختص بالتكنولوجيا في العالم، في مركز دبي التجاري العالمي، حيث حمل اليوم الأول عنوان ” اليوم العالمي للاستثمار العالمي في التكنولوجيا” وتضمن جلسات تمحورت حول سوق الجيل التالي من أشباه الموصلات الذي يتوقع أن تصل قيمته إلى تريليون دولار أمريكي بحلول العام 2030، وحول مستقبل حوكمة البيانات. وتقام الفعالية الضخمة تحت شعار “التعاون العالمي لصياغة اقتصاد المستقبل القائم على الذكاء الاصطناعي”.
يأتي انعقاد القمة في الوقت الذي تسرّع فيه دولة الإمارات جهودها لتبني إمكانات الذكاء الاصطناعي في مختلف الصناعات، حيث بلغت قيمة سوق الذكاء الاصطناعي بالدولة العام الماضي 3.47 مليار دولار أمريكي. وفي هذا السياق، أوضح معالي عبدالله بن طوق المري، عضو مجلس الوزراء وزير الاقتصاد بدولة الإمارات العربية المتحدة، أهمية الذكاء الاصطناعي ودوره المحوري في مستقبل اقتصاد الدولة.
وأكّد معاليه في حديثه للجمهور أن الذكاء الاصطناعي محرّك هام للتقدم المستقبلي، وأن أثره بدأ يظهر جلياً في حياتنا اليومية سواءً في مجال التنقل والمواصلات أو طلب الطعام وغيرها من المجالات، إلا أن دفع عجلة النمو في مختلف القطاعات يتطلب أن يتعلم الناس والشركات كيفية تمكين الذكاء الاصطناعي واستخدامه بفعالية.
الجدير بالذكر أن معرض “جيتكس جلوبال” استقطب هذا العام أكبر مشاركة دولية في تاريخ انعقاده، بنمو قدره 40% مع مشاركة دول جديدة في النسخة الرابعة والأربعين من الفعالية المرموقة. وشاركت أوروبا هذا العام بأكبر عدد من الدول الأوروبية في تاريخ المعرض، فيما يتوقع أن يحقق قطاع التكنولوجيا بالقارة الأوروبية نمواً بواقع 12% مع نهاية العام الحالي.
وتحدث ستيفان واكي، مدير مجلس الابتكار الأوروبي، مُبيناً الجهود الأوروبية في تسريع منظومتها التقنية، وقال أن المجلس يدعم الابتكارات المتطورة ويمنح رواد الأعمال الفرص التي تمكنهم من تعزيز معرفتهم والتعلّم من المختصين الآخرين لمواصلة تنمية أعمالهم بشكل يعود بالمنفعة عليهم وعلى الاقتصاد الوطني والإقليمي.
ومن جانبه قدّم إجناسي نيمشيشكي، وكيل وزارة الدولة للتنمية الاقتصادية والتكنولوجيا في بولندا، عرضاً تقديمياً يوضح تبنّي التكنولوجيا في بلاده وقال: “تمثل ثقافتنا ركيزة أساسية لمسيرتنا الرامية لأن نصبح قادة التكنولوجيا، كما إن لدينا اقتصاد مستقر أظهر مرونة كبيرة خلال الثلاثين عاماً الماضية”.
وأضاف: “وعلاوة على ذلك، نشهد اهتماماً حقيقياً بمجال العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات – فإذا سألت معظم الناس في بولندا فإن خيارهم في الغالب سيكون العمل كمهندسي برمجيات – مما أدى إلى امتلاكنا واحدًا من أفضل برامج تقنية المعلومات في العالم بفضل وجود نخبة من رواد الأعمال المختصين بالتكنولوجيا في بولندا.”
واستمع الحاضرون كذلك إلى الدكتور ياروسلاف كوتيلوفسكي، مؤسس شركة DeepL ورئيسها التنفيذي، والتي تعد شركة ألمانية رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي اللغوي، حيث تحدث عن استخدام النماذج اللغوية الكبيرة في شركته وقال: “تميزت النماذج التي قمنا ببنائها بكونها مناسبة تمامًا لمنتجاتنا – الأمر الذي مكننا من تحقيق هذا النجاح حتى الآن. وبالتزامن مع نمو الشركة، استطعنا استثمار المزيد في تقنيات الحوسبة وعملنا على بناء مركز للبيانات في السويد، إلا أننا ما زلنا بحاجة لمواصلة الابتكار والتطلع إلى الخطوات التالية – فلن نتمكن من إحراز أي تقدّم ما لم نحرص على استشراف المستقبل والاستعداد له.”
كما شارك هيمان بيكيلي، والذي اختارته مجلة تايم كأبرز شخصية من الأطفال للعام 2024 بفضل اختراعه علاجاً محتملاً لسرطان الجلد، قصته الملهمة مع الحاضرين، وأوضح كيف جعله الإخفاق الذي واجهه خلال حياته شخصًا أقوى، مؤكدًا أن الشغف كان وما زال سمة أساسية لنجاحه المهني.
يعقد معرض “جيتكس جلوبال” في مركز دبي التجاري العالمي حتى 18 أكتوبر الجاري في دورته الرابعة والأربعين، والتي تعد الأكبر والأعلى مشاركة دولية حتى الآن، إذ استقطبت ما يزيد على 6,500 شركة عارضة و1,800 شركة ناشئة و1,200 مستثمر إلى جانب الحكومات من أكثر من 180 دولة.
كما يواصل معرض “جيتكس جلوبال” بسلاسة مع أكبر شبكة عالمية من الأحداث التقنية من خلال قائمته المتميزة التي تضم معرض “جيتكس أوروبا” في العاصمة الألمانية برلين، ومعرض “جيتكس آسيا” بسنغافورة، إلى جانب كل من معرض “جيتكس أفريقيا” بالمغرب، ومعرض “جيتكس نيجيريا”. حيث تعمل هذه الفعاليات والمعارض على تعزيز التعاون ودفع الابتكار لتشكيل المشهد التكنولوجي في المستقبل.