دي ميستورا وجيش المرادية.. كوميديا تقسيم الصحراء في مسرح السياسة!
في عالم السياسة، يتداول البعض اقتراحات تثير السخرية أكثر من الجدية، مثل الاقتراح الأخير الذي قدمه ستافان دي ميستورا، مبعوث الأمم المتحدة إلى الصحراء المغربية، والذي يتضمن تقسيم الصحراء بين المغرب وجبهة البوليساريو الانفصالية.
لنستعرض هذا الاقتراح الساخر وكيف يعكس تفكيرًا بعيدًا عن الواقع، مع استحضار بعض المفارقات المضحكة حول النظام الجزائري العسكري.
إن اقتراح دي ميستورا ليس أكثر من محاولة لإلقاء كرة النار إلى ملعب مزدحم بالأزمات، وكأنه يحاول حل مشكلات العالم بمسطرة وقلم.
كيف يُعقل أن نقسم أرضًا خاضت صراعات دامية عبر عقود وكأنها مجرد شريحة من الكعكة؟ في عالم دي ميستورا، يبدو أن السياسة تُدار كما تُدار ألعاب الأطفال، حيث يتم توزيع الأراضي وفقًا لأسس عشوائية!
واعتبر البعض أن هذا الاقتراح “يستحق الدراسة”، ولكن هل هناك دراسة في عالم يعاني من الفوضى؟ في نظام يلتف حوله العسكريون، يتساءل المرء: هل يدرك دي ميستورا أن القادة العسكريين في الجزائر قد قرروا بالفعل أن الحلول السياسية ليست في قاموسهم؟ كما لو كانوا في حديقة الحيوان، يراقبون الحيوانات وليس لديهم أدنى فكرة عن كيفية التعامل معها.
ثم يأتي دور المعلقين، الذين ينظرون إلى الاقتراح باعتباره “ولادة فأر ميت”، وكأنهم يتحدثون عن مشروع فاشل لم يتمكن من السير في سباق البقاء.
يبدو أن الاقتراح بقدر ما هو غريب، يحمل في طياته دعوة للاستهزاء بنظام يحاول عبثًا الإبقاء على سيطرته على الأمور، حتى عندما تنقلب الطاولة عليه.
إن اقتراح تقسيم الصحراء المغربية يُظهر أن الحلول السطحية لا تنجح في معالجة الأزمات المعقدة. ويبدو أن عالم السياسة بات أشبه بسيرك، حيث يتلقى دي ميستورا الأضواء بينما تتساقط الحلول من فوقه كالألعاب المهملة.
فبدلاً من الاستمرار في هذا النهج، يجب على المجتمع الدولي التفكير في حلول أكثر جدية، وترك السخافات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، كي لا يتحول الأمر إلى مسرحية هزلية تُعرض في كل زاوية من زوايا العالم.