بقلم/ -علي فاضلي
لمن لا يعرف زينب الغزوي فهي مؤسسة الحركة البديلة من أجل الحريات الفردية المعروفة “بمالي”، والمعروفة في أوساط المغاربة “وكالين رمضان” والتي كانت تدعو للإفطار الجماعي في رمضان في تحد للقانون والمجتمع، كما أنها من أشد المدافعين عن الحريات الفردية في صيغها الأكثر تطرفا.
زينب الغزوي أصبحت “أيقونة” لدعاة الحرية الفردية ومواجهة “الظلاميين”، وفتح لها الغرب أبواب الشهرة والاغتناء على مصرعيه.
وبسبب المكانة التي باتت تحتلها زينب الغزوي فقد احتضنتها فرنسا بكل قوة ومنحت عدة جوائز مرموقة ومن أشهرها “”جائزة “سيمون فيل” سنة 2019 التي تحمل اسم الناجية الفرنسية من الهوللللوكوست (محرقة الييييههههود) والناشطة السياسية المدافعة عن حقوق النساء، تكريما لعملها في مجال “الدفاع عن العلمانية والنضال ضد الظلامية بكل أشكالها ومن أجل المساواة بين النساء والرجال”” (نقلا عن EURONEWS).
كما تم ترشيحها لجائزة نوبل للسلام سنة 2021، وكانت صحافية في جريدة “شارلي إيبدو” التي كانت تسخر من رموز الإسلام ومقدساته.
وبسبب المكانة التي باتت تحتلها زينب الغزوي وبسبب مواقفها المعادية للإسلام فقد خصصت لها السلطات الفرنسية حماية أمنية خاصة.
لكن، وبسب الطوفان، خرج الإنسان المكتوم في زينب الغزوي وانقلبت مواقفها بشكل كبير.
وقد بلغت درجة انتقاد زينب الغزوي لدولة الاحتلال حد القول بأنه لا وجود لمدنيين في دولة الاحتلال، فكل سكانها جنود، وهو موقف لم يتجرأ حتى بعض الحركات الإسلامية على قوله، بل انه موقف لم يجرأ حتى بعض الفلسطنيين على قوله.
كما دافعت عن هجوم 7 أكتوبر وعن حركة حممممماس ورفضت إدانتها، وشبهت دولة الاحتلال بداااعش، وشبهت ما يجري للفلسططيينيين بما جرى لليهههههود في المحرقة.
وفجأة انقلبت الدنيا رأسا على عقب في فرنسا بسبب هذه التصريحات وصّدمت “عاصمة الأنوار والحرية”، واعلن وزير الداخلية الفرنسي عن فتح تحقيق ضد زينب الغزوي، وسحبت منها جائزة “سيمون فيل”.
لكن زينب الغزوي وفي موقف كبير جدا لا يقدر عليه إلا “الرجال” أعلنت تشبثها بتصريحاتها وقالت في حوار مع قناة الجزيرة مباشر:
“كنت ممن آمنوا بالخدعة الكبرى في فرنسا، وهي الإدعاء بالمساواة بين الأديان، والمساواة في الوطنية، ولكن هذا ليس صحيحا، إذ إن العلمانية لا توجه في فرنسا سوى لدين واحد وهو الدين الإسلامي”.
وأضافت “رأينا أن من كانوا يشجعون الهجوم على الدين الإسلامي بحجة العلمانية هم أنفسهم من يساندون جرائم الكيان الصصصصهيييييوني في غز–ة”، مشيرة إلى أن “العنصرية عرت أنيابها في فرنسا”.
“سأكون سعيدة لأي ثمن أدفعه لقول كلمة الحق، وهذا أضعف الإيمان”، مؤكدة أننا “نشاهد سقوط الأقنعة ومازلنا نشاهد المزيد من الكذب والانحطاط في هذه المجتمعات”.
إنها من بركات الطوفان التي عرت حقيقة الغرب المنافق المتوحش، وأحدثت صدمة لدى كل منبهر بهذا الغرب.
بطبيعة الحال فلا مجال للمقارنة بين موقف زينب غزوي وأنصار “كلنا اسررررائيل” فهؤلاء مستعدون “للانبطاح على بطونهم” لمجرد الوصول لجزء بسيط مما وصلت اليه زينب الغزوي.
وبطبيعة الحال، ولأن التيار السلفي الوظيفي هدفه خدمة المشروع الصصصهيو-امريكي فسيعمل على تشويه موقف زينب الغزوي عبر النبش في تاريخها ومواقفها.