خبراء يناقشون في وجدة تحديات رواد المستقبل في ظل الذكاء الاصطناعي
شكلت فعاليات الدورة السادسة لملتقى رواد المستقبل، الذي نظمت تحت الرعاية السامية للملك محمد السادس، بمبادرة من مؤسسة “Startup Grow”، فرصة للخبراء، والمسؤولين المؤسساتيين، وأرباب المقاولات، والفاعلين في مجال الابتكار، للمشاركة في النقاش حول مواضيع من قبيل الذكاء الاصطناعي، والرقمنة، وقابلية التشغيل.
وأوضح منظمو الملتقى، المقام تحت شعار “كن جزءا من المستقبل”، أنه في عصر الاقتصاد 4.0، فإن التحدي الأكبر الذي يواجه أرباب المقاولات اليوم، هو كيفية الحفاظ على قدرتهم التنافسية وسط الاضطرابات المستمرة، وقبل كل شيء كيفية تقديم واقتراح عروض مبتكرة.
و يسعى ملتقى الرواد، إلى أن يكون فضاء للنقاش والمشاركة والتواصل، وكذلك للعمل في إطار الرقمنة، وأنترنت الأشياء، والشبكة الذكية، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، وقرصنة النمو، وغيرها.
و شكل مستقبل جهة الشرق محط اهتمام الخبراء المشاركين باعتباره كفضاء للتفكير، والأساليب الجديدة للتمويل والتشغيل، والرقمنة وتحويل الاقتصادات، ودور الطاقات المتجددة في التنمية الجهوية، والتكنولوجيا في خدمة قابلية التشغيل.
و تشهد جهة الشرق تغيرا جذريا بفضل المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، التي تم إطلاقها سنة 2003، تواصل اليوم مسيرتها لوضع نفسها كقطب حقيقي للنمو، وتوفير فرص الشغل والثروة.
وأبرزوا أن المبادرة الملكية غيرت من ملامح هذه المنطقة، من خلال تنفيذ العديد من المشاريع المهيكلة، وتحقيق التنمية الشاملة، مشيرين إلى أن هذه المنجزات عززت التنمية الاقتصادية للجهة، وحسنت من جاذبيتها، التي ستتعزز أكثر مع دخول حيز التشغيل لميناء الناظور غرب المتوسط الذي سيحدث ثورة تنموية في الجهة.
واعتبروا أن ريادة الأعمال الرقمية، تعرف تطورا بجهة الشرق، مما يوفر بيئة مواتية لظهور وتطور مقاولات ناشئة رقمية، مشيرين إلى أن الولوج إلى التكنولوجيا الحديثة في تزايد مستمر في هذه الجهة التي تزخر بالمواهب والمهارات.
وأشارت رئيسة مؤسسة “Startup Grow”، حنان آيت عيسى، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إلى أن هذا اللقاء ينظم للمرة الثانية بجهة الشرق التي تزخر بثروات طبيعية وإمكانات بشرية هائلة.
وأضافت أنه فضلا عن الندوات العلمية، تميزت هذه الدورة بتنظيم “هاكاثون” حول ريادة الأعمال والذكاء الاصطناعي لفائدة الشباب بجهة الشرق لتصميم مشاريع إنشاء مقاولات ناجحة، مبرزة أن هذا اللقاء يشكل أيضا فضاء لعرض إمكانيات الجهة، وفرصة لتبادل التجارب ونقل المهارات للشباب.
وتخللت هذه الدورة أيضا، ورشات ركزت بالخصوص على التعاونيات، وريادة الأعمال، ودور التكنولوجيا في قابلية التشغيل لفائدة الشباب، والتنمية المستدامة.
من جهته، أشار رئيس فرع الاتحاد العام لمقاولات المغرب بجهة الشرق، نور الدين بشيري، إلى أن المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق، أعطت دفعة قوية لتنمية الجهة، مبرزا في هذا الصدد أن حوالي 150 مليار درهم تم استثمارها في مدة 20 سنة.
وأوضح أن الجهة شهدت إنجاز العديد من المشاريع المهيكلة، مشيرا، من بين أمور أخرى، إلى العديد من المناطق الصناعية التي أعطت زخما قويا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية لجهة الشرق، وكذا مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط الضخم، الذي سيكون قاطرة حقيقية على مستوى الصادرات، وجسرا مع إفريقيا.
وفي نفس السياق، قالت مديرة الموارد البشرية والتواصل بمجموعة “SQLI” المغرب، أسماء التازي، إن إطلاق المبادرة الملكية لتنمية جهة الشرق سنة 2003، شجع بشكل كبير رجال الأعمال المغاربة والأجانب على الاستثمار في الجهة، مبرزة أن مجموعتها، التي تتواجد بوجدة منذ سنة 2006، تعتبر حاليا أول شركة مشغلة في مجال الرقمنة بجهة الشرق.
وأضافت أنه “مع الاستثمارات الهائلة التي شهدتها جهة الشرق، ستكون العشرية المقبلة لهذه الجهة من حيث التقدم والازدهار، ونحن جد سعداء بأن نكون جزءا من هذه القافلة التي ستشجع على قابلية التشغيل لفائدة الشباب”.
وخلال هذا اللقاء، تم تقديم الشيكات والجوائز للفرق الفائزة في “الهاكاثون”، الذي تم تنظيمه بشراكة مع مجموعة “SQLI.