بوصوف..الافراج عن وثائق سرية تثبت مغربية الصحراء سينهي ملف الأقاليم الجنوبية
أكد عبد الله بوصوف،الباحث في العلوم الإنسانية والأمين العام لمجلس الجالية المغربية بالخارج، في حوار مع أسبوعية “الأيام” أن خطاب الملك محمد السادس خلال افتتاح الدورة الخريفية للبرلمان حمل إشارات حاسمة نحو طي ملف الصحراء المغربية بشكل نهائي.
وأوضح بوصوف أن كل من فرنسا وإسبانيا،اللتين كان لهما دور استعماري مهم في المنطقة تحتفظان بوثائق سرية تعزز موقف المغرب في قضية الصحراء.
أهمية الوثائق السرية
أشار بوصوف إلى أن هذه الوثائق التي تمتلكها فرنسا وإسبانيا تعود لفترة الاستعمار، وتحتوي على معلومات تاريخية ذات أهمية بالغة، توضح بشكل قاطع مغربية الصحراء. هذه الوثائق تشمل مراسلات ومعاهدات واتفاقيات موقعة آنذاك والتي تعزز السيادة المغربية على الأقاليم الجنوبية.
وأضاف أن المطالبة بالإفراج عن هذه الوثائق من قبل الملك محمد السادس تأتي في سياق حسم النقاش الدولي حول قضية الصحراء. هذه الوثائق لا تتعلق فقط بالصحراء بل تمتد لتشمل مناطق أخرى من المغرب وتكشف عن أبعاد تاريخية هامة لدعم الموقف المغربي.
الدور الدبلوماسي الفرنسي والإسباني
فرنسا وإسبانيا ليستا مجرد دولا لديهما وثائق، بل هما من أهم الشركاء الاستراتيجيين للمغرب في الساحة الدولية. يشير بوصوف إلى أن شهادتهما في هذا الملف قد تكون حاسمة،نظرا لكونهما تمتلكان معلومات دقيقة منذ فترة الاستعمار والتي يمكن أن تسهم في إسقاط حجج الأعداء الذين يسعون لتقسيم الوحدة الترابية للمغرب.
كما أوضح المحلل السياسي بوصوف أن فرنسا، الحليف القوي للمغرب طالما دعمت موقف المغرب في المحافل الدولية وأظهرت استعدادها لتوثيق هذه الحقائق التاريخية.
توسيع الدعم الدولي: بريطانيا والبرتغال
وفي سياق توسيع دائرة الدعم الدولي،كشف بوصوف أن الدبلوماسية المغربية حققت خطوات مهمة نحو إقناع دول أخرى مثل بريطانيا والبرتغال بدعم موقف المغرب. العلاقات التاريخية بين المغرب وبريطانيا التي تعود إلى قرون تجعل بريطانيا في مقدمة الدول المرشحة لدعم مغربية الصحراء.
وأضاف أن التبادلات التاريخية بين ليفربول وفاس،إلى جانب العلاقات الدبلوماسية القديمة، تدعم التقارب بين الموقف البريطاني والمغربي. نفس الشيء ينطبق على البرتغال التي تظهر مؤشرات على الانضمام إلى الموقف المؤيد للمغرب،بفضل التحركات الدبلوماسية المغربية في الفترة الأخيرة.
دور الولايات المتحدة: نقطة اللاعودة
وفيما يتعلق بالولايات المتحدة، شدد بوصوف على أن قرار الرئيس السابق دونالد ترامب بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء المغربية يشكل نقطة تحول كبيرة. حيث أكد بوصوف أن عودة ترامب المحتملة إلى السلطة يمكن أن تعزز تنفيذ هذا الاتفاق،نظرا لأنه هو من بادر إلى توقيع المرسوم الرئاسي.
وأضاف أن الولايات المتحدة وصلت إلى نقطة اللاعودة في هذا الملف مما يعني أن الاعتراف بمغربية الصحراء بات أمرا إستراتيجيا لمصلحة أمريكا نفسها، ولا يمكن التراجع عنه.
الأبعاد الجيوسياسية: الحرب الباردة
في تحليل أعمق، أشار بوصوف إلى أن قضية الصحراء المغربية هي امتداد للصراعات التي نشأت في إطار الحرب الباردة. خلال تلك الفترة كان المغرب في مواجهة مباشرة مع المعسكر الشرقي الذي قاده الاتحاد السوفياتي وحلفاؤه في المنطقة، بما في ذلك معمر القذافي من ليبيا، هواري بومدين من الجزائر، وجمال عبد الناصر من مصر.
المغرب الذي كان حليفا للغرب خلال تلك الحقبة، تحمل تبعات هذه المواجهات على مدار العقود. وأوضح بوصوف أن المغرب دفع ثمنا باهظا في سبيل الدفاع عن سيادته ووحدته الترابية، وهو ما يعزز أهمية استمرار الدعم الدولي لقضيته، خاصة من قبل الدول الكبرى مثل الولايات المتحدة وفرنسا.
ختاما، يرى بوصوف أن الإفراج عن الوثائق السرية التي تحتفظ بها فرنسا وإسبانيا سيكون له أثر كبير في تسريع حل قضية الصحراء المغربية بشكل نهائي. إلى جانب ذلك فإن توسيع دائرة الدعم الدولي للمغرب، لا سيما من قبل بريطانيا والبرتغال، يعزز موقفه ويضعف موقف خصومه.