الأسرة المغربية..تحديات ورهانات
بقلم: حسن رقيق/
أبدأ بالحمد أولا، وأردف صلاة وسلاما على صفوة الملا، المبعوث بالوحي مُشعِلا، وكذا الآل والصحب أولي النهى وبعد، فأزجي لمنبركم الإعلامي من صنوف الشكر أزكاها، ومن ضروب التقدير أسناها لإتاحتكم الفرصة وتعبيد الطريق للتحدث مع القراء الكرام وإليهم من خلالكم حول موضوع الأسرة الممتد في حقوله والمتجدد في راهنيته، كيف لا وهي قاعدة المجتمع الإنساني التي أولاها الشرع الحكيم، قرآنا كريما وسنة مطهرة وسيرة نبوية عطرة، الأهمية القصوى، بحيث بسط القول وفصل أحكامها في جميع أطوارها في انسجام تام بين العلاقة التراحمية والأخرى التعاقدية بين مختلف مكوناتها.
وإن مما يجلي مكانتها ومحوريتها في البناء الاجتماعي دورُها في بقاء النوع الإنساني بما يؤمِّن استمرارية الأجيال بيولوجيا ونفسيا، فضلا عن الدور الأهم والمتمثل في التنشئة الاجتماعية باعتبارها – أي الأسرة – حاضنة للقيم التي وللأسف مُسَّت في العمق، إذا ما استحضرنا التحولات الاجتماعية والتي من بين مظاهرها وتجلياتها سيادة الأنانية والفردانية، وسطوة التطلعات الذاتية، وطغيان الاغتراب الذي كرسه العالم الافتراضي عبر وسائل الاتصال، وليس التواصل، الاجتماعي، فضلا عن ثورة الحريات الفردية، والجنسية بشكل خاص، في تحدٍّ سافر وتهديد جلي لبقاء النوع الإنساني.
ولئن كانت هذه التحديات الخارجية من شأنها إعاقة مسيرة الأسرة والحيلولة دون قيامها بأدوارها ووظائفها، فإن ذلك لا يعني إغفال تحديات أخرى بنيوية داخلية أخرى لا تقل أهمية، من بينها مثالا لا حصرا التحدي المفاهيمي باعتباره مدخلا أساسيا لأي إصلاح مرجو، وأخص بالذكر بهذا الصدد على مفهوم الزواج في المخيال العام، حيث يعتبره البعض عقد احتباس وامتلاك للبُضع ليس إلا، وما يستتبع هذا التصور من سلوك تسلطي شهواني تطغى فيه المصلحة الذاتية الذكورية، موازاة مع إلغاء وإفناء الزوجة، وهذا لا شك له ارتباط بالفهم المنحرف لمعنى قوامة الرجل بما هي قيام على شؤون الأسرة والنظر فيها وحفظها ورعايتها دونما إقصاء لدور الزوجة التفاعلي والتشاركي والتكاملي التدبيري .
وفي السياق ذاته، نشير كذلك إلى مفهوم الطاعة، طاعة المرأة لزوجها والذي يتمثله البعض، استحضارا لبعض العادات والتقاليد، انقيادا مطلقا دون ضوابط ولا محددات.
شكرا لكم، قرائي الكرام، على حسن تتبعكم في انتظار تفاعلكم، والسلام عليكم ورحمة الله . Email:[email protected]