تفاصيل مؤامرة خطيرة لاغتيال الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا تكشف عن توترات سياسية متصاعدة
أعلنت السلطات البرازيلية يوم الثلاثاء 19 نونبر عن إحباط مؤامرة خطيرة استهدفت اغتيال الرئيس المنتخب لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، الذي فاز في الانتخابات الرئاسية عام 2022 على منافسه اليميني المتطرف جايير بولسونارو. التحقيقات التي أطلقتها الشرطة الفيدرالية تحت اسم “كونتراغولبي” أسفرت عن اعتقال خمسة أشخاص، بينهم جنرال متقاعد وأربعة ضباط في الجيش، بالإضافة إلى شرطي. من بين المعتقلين، الجنرال المتقاعد ماريو فرنانديس، الذي كان قائد القوات الخاصة في الجيش خلال إدارة بولسونارو.
الوثائق التي صدرت عن المحكمة العليا الفيدرالية أشارت إلى أن المؤامرة لم تستهدف فقط لولا، بل شملت أيضاً نائب الرئيس جيرالدو ألكمين والقاضي ألكسندر دي مورايس، رئيس المحكمة الانتخابية العليا آنذاك. وكشفت الوثائق عن خطط لتنفيذ عمليات اغتيال باستخدام السموم والمواد الكيميائية لاستغلال الحالة الصحية للرئيس لولا وزياراته المتكررة للمستشفيات. كما تضمنت المؤامرة إنشاء مكتب لإدارة الأزمات يكون تحت سيطرة المتآمرين.
كما كشفت التحقيقات عن اجتماعات عقدها الرئيس السابق بولسونارو مع مسؤولين عسكريين ووزير الدفاع في دجنبر 2022 لمناقشة وثيقة تضع إطاراً قانونياً لإبقائه في السلطة.
وفي حين نفى بولسونارو أي تورط، أثار نجله فلافيو بولسونارو، وهو عضو في مجلس الشيوخ، جدلاً بقوله إن التفكير في قتل شخص “ليس جريمة” ما لم يتم البدء في التنفيذ.
وجاءت هذه المؤامرة في سياق حالة من التوتر السياسي المستمر في البرازيل، حيث رفض أنصار بولسونارو نتائج الانتخابات الرئاسية وقاموا بأعمال شغب عنيفة في يناير 2023، تضمنت اقتحام مبانٍ حكومية في العاصمة برازيليا.
وتسلط هذه التطورات الضوء على الانقسامات العميقة في المشهد السياسي البرازيلي بعد الانتخابات، والتي تشهد محاولات من أنصار الرئيس السابق لتعطيل العملية الديمقراطية.