شـروق الــمليحـــي تحصل على شهادة الدكتوراه في “الحركة الثقافية والأدبية بمدينة أصيلة1970ـ2017
حصلت الطالِبة الباحثة شـروق الــمليحـــي على شهادة الدكتوراه، بميزة مشرف جدا مع التوصية بالنشر، أول أمس الثلاثاء 19 نونبر الجاري في موضوع “الحركة الثقافية والأدبية بمدينة أصيلة 1970ـ2017”.
وننشر التقرير الموجز حول الأطروحة لمدى أهميته وأسلوب معالجة الطالبة الباحثة لموضوع الحركة الثقافية والأدبية بمدينة أصيلة التي يشهد التاريخ لهذه المدينة زخم فعلها الثقافي والفني والحضاري. وهذا هو نص التقرير:
أَحْمَدُ اللَّه كَثِيرًا عَلَى مِنّتِه وَفَضْلِهِ بِأَنْ يَسَّرَ لِي وَأَنْعَمَ عَلَيَّ بِالْوُقُوفِ أَمَامَكُمْ الْيَوْمَ في رِحَابِ هَذِهِ الْكُلِّيةِ الْعَامِرَةِ، لأُقدِّمَ تَقْرِيرًا عَنْ أطروحتِي الْمَوْسُومَةِ بـ ” الحركة الثقافية والأدبية بمدينة أصيلة1970-2017 بِإِشْرَافِ الْأُسْتَاذِ الدكتور أَحْمَدَ بوعود.
و أَتَوَجَّهُ بِالشُّكْرِ وَالتَّقْدِير لمَنْ كَانَ لهُم الْفَضْلُ بَعْدَ الْمَوْلَى جَلَّ عُلَاهُ في إنْجَازِ هَذِهِ الأطروحةِ من بينهم الدكتورعَبْدُ اللَّطِيفِ شهبون؛ فقدْ كَانَ لي مُوَجِّهاً وَمُعِيناً جَزَاهُ اللَّهُ وَمَتَّعَهُ بِالصِّحَّةِ وَالْعَافِيَةَ. وَالْأُسْتَاذُ الدكتور أَحْمَدُ بوعود عَلَى تَبَنِّيهِ هَذَا الْعَمَل علميا وتوجيهياً وَالْإِشْرَافِ عَلَيْهِ إشرافا تاماً ناصحا ومرشدا وموجها ومُعيناً ومُيسّراً منذُ أن كان بذْرةً حتى استوى على صيغتِه الرّاهنة.
وَالشُّكْرُ للأستاذَ الدكتور أحمد هاشم الريسوني على جميل ما قدمه من دروس تأطيرية حلْقات علمية فضلا عنْ المشاركة في عُضْوية هذه المناقشة العلميةِ، وَالْأُسْتَاذُ الدكتور مصطفى بوجمعة…على ما أسداه من خدماتٍ علمية في هذه المناقشة
والاستاذة الدكتورة سعاد الناصر بارك الله في كل أعمالها وَالْأُسْتَاذُ الدكتورُ يحيى بن الوليد نموذجُ الباحثِ الدّقيقِ والموَجِّه الديداكتيكي الرّفيع.
شكرا لهذا اللَّفيفِ العِلمِّي المُباركِ عَلَى قَبُولِهِ الْمُشَارَكَةَ في مُناقشَة أطروحتي ما قدّموهُ وسيقدمونَهُ من ملاحظاتٍ بُغْيَةَ التَّجْوِيدِ والتنقيح.
وهذا تقرير عام حول أطروحتي:
حقّقت الحركة الثقافية والأدبية بالمغرب في العقود الأخيرة تراكُمًا كبيرًا على مستوى الإنتاج كمًا وكيفًا؛ لتأثّره بالآداب: الغربيَّة والعربيَّة، ترجمةوقراءة واطلاعًا. وقد تناول هذا الأدب تيمات عدة متنوعة وقضايا متشعبة، تتجاوز بذلك ما هو ذاتي ومحلي، كما كانت الحركة الثقافية والأدبية في أصيلا متنوعةً في طرق البناء، واستغلال التقنيات الأدبية الحديثة.
وعلى الرغم من كثرة الإنتاج الأدبي المغربي، فإنه ما تزال الدِّراسات النقديَّة قليلة مقارنة بهذا الكم الكبير من الإبداعات الأدبية التي يصعب الإحاطة بها جميعها، كما تفتقر المكتبات المغربية نسبيًا إلى دِّراسات نقديَّة حديثة عن المشهد الثقافي والأدبي الأصيلي.
إنّ الساحة النقديَّة في حاجة إلى الاهتمام بازدهار الثقافة الأدبية بأصيلا، والأعمال الأدبية التي أنجزها أدباء المدينة ومثقفوها، ومن كان لهم اتصال بدوائرها الثقافية والعلمية؛ حيث إنّ المشهد الأدبي في أصيلا حظي، بحضور قوي ومتنوع وثري؛ مما يدعو إلى تخصيص دراسة للحركة الثقافية والأدبية في أصيلا،وتحليل أعمال أدبائها ومثقفيها من شعراء وفنانين ومؤرخين ومفكرين ومسرحيين وقصّاصين وروائيين وحكائيين وغيرهم.. وإبراز المظاهر الثقافية والأدبية التي خلدت المصنفات الإبداعية والدراسات الأدبية.
تناولت موضوع: (الحركة الثقافية والأدبية بمدينة أصيلة: 1970و2017. مركزةً على أهم الدراسات .
راودتني فكرة البحث في هذا الموضوع لاعتقادي بأن تاريخنا الثقافي لا تكتمل حلقاته إلا بأبحاث ودراسات تعمل على إبراز المظاهر الثقافية والأدبية التي خلدت المصنفات الإبداعية والدراسات الأدبية.
ازدهر النشاط الثقافي في أصيلا في شتى الميادين، والعصور، لهذا كان من الواجب العناية بتسجيل تلك المظاهر الثقافية والأدبية والعلمية وتوثيقها لنربط الحاضر بالماضي. خصوصا إذا علمنا أن إهمال البحث فيها يعرضها للضياع الذي ينتج عنه جهل بمجهودات وأسلافنا في الميدان الفكري والأدبي، لذافتتبع حركية التأليف والإبداع في أصيلا يجعلنا نحصل على رصيد علمي هام، مع العلم أن أصيلا قامت بأعمال كبيرة في الحركة الوطنية؛حيث إذ كانت تضمُّ العديد من الأحرار الذين أعلنوا تمسُّكهم بوحدة المغرب وحريته واستقلاله، وقاوموا الاحتلالين الإسباني والفرنسي.
– أهميــَّـة الأطروحة ودوافعها:
ليس من السهل دراسة الحركة الثقافية والأدبية في أصيلا الحديثة دراسة علمية منظمة ومتكاملة؛ فلقد عني هذا العمل بتحليل الخلفية الثقافية والأدبية بأصيلا من الاستقلال إلى يومه. وتحديدا بين 1970 و2017.
تنصب هذه الدراسة على الثقافة والادب في مدينة أصيلا وَفق دراسة تصنيفية، تناولت فيها الجوانب التاريخية والثقافية والعلمية، وذكرت مجموعة من المجالس والندوات العلمية والعلماء الذين زاروها ونزلوا بها وكان لهم تأثير ثقافي وأدبي. ومن ثم، فالحقيقة الأدبية لها طبيعتها الخاصة، ومنهجها الخاص. وبالتالي، فهي ليست سوى تفسير عام يمكن الاطمئنان إليه في حدود معينة؛ فالبحث الأدبي لا يواجه ظواهر كمية مادية تقاس بالزمان والمكان والكثافة.
وما يميز هذا البحث أنه محاولة تتبع الظواهرالأدبية في فترة الحماية والاستقلال.
يتجلى ازدهار الثقافة الأدبية بأصيلافي القرن العشرينفي الأعمال الأدبية التي أنجزها أدباء المدينة ومثقفوها ومن لهم اتصال بدوائرها الثقافية والعلمية. بالإضافة إلى أن مدينة أصيلا امتازت بوجود ظروف خاصة جعلتها تحتل مقاما ممتازا في مجال هذه الحركة الأدبية والثقافية.
كان الشمال المغربي ملجأ الوطنيين الذين قدموا من الجنوب، وكان من بين اللاجئين طائفة صالحة من العلماء والمثقفين والسياسيين الذين كانوا لا يكلون من لعمل في مجال الدعاية للقضية المغربية، وفضح سياسة الاحتلال، والاهتمام بمجال الثقافة والأدب، شعرا ونثرا، من خلال وجود حركة ثقافية مهمة لم تزل تنمو منذ الإصلاحات التي أدخلت على حقول الثقافة والتعليم، والتي أدت إلى إيفاد بعثات علمية إلى الشرق، وإحداث جوائز أدبية للأبحاث الإسلامية والعربية والأندلسية.
قامت أصيلا في العصر الحديثبعد توقيع عقد الحمايةبعمل رائد في مجال الانبعاث الوطني، وفضح مخططات الاستعمار، والانفتاح على العالم العربي، وتحقيق النهضة الثقافية الوطنية الإسلامية التي كانت من أسباب المقاومة ضد الاستعمار، ومن أهم الوسائل الاستراتيجية لاستعادة السيادة الوطنية.
كانت أصيلا إلى جانب مُدن أخرى تحتل مقاما متميزا في حقل الثقافة والأدب، وقد كانت الحركة الأدبية تتميز بالتنوع والرقي نتيجة وجود صحافة متنوعة متمتعة بقدر كبير من الحرية الفكرية. بالإضافة إلى الوعي الوطني الذي عم المغرب، وكانت أصيلا مركز لقاء الوطنيين المثقفين، فنتج عن ذلك تبادل في الأفكار، وتبادل في المؤثرات الثقافية، واتفقوا على إذكاء شعلة والنهضة واليقظة.