الحدث الإفريقي-عبد الرحيم شمسي
عملية زراعة العين او القرنية لم تكن حديثة، فهي قديمة جدا حتى العصور القديمة عرفت مثل هذا النوع من العمليات الجراحية المتعلقة بالعيون.
بمدينة زاهدان الأسطورية الإيرانية التي يعود تاريخها لـ 5000 عام .تم العثور سنة 2006 على أقدم “مقلة عين” اصطناعية بهذه المدينة الواقعةجنوب غرب إيران. لتكون هذه المنطقة قد عرفت تعاقب حضارات وصفت بالمعقدة والمتقدمة والغير مكتشفة التي كانت تحت طبقات الرمال والتربة، فقد عثر علماء الآثار على كنوز لا تحصى من الاكتشافات بما في ذلك، بعض الرسوم المتحركة الأولى التي جسدت في شكل ماعز يقفز نحو شجرة ليأكل أوراق الشجر بالإضافة إلى أقدم نموذج مسجل لقطع لعبة الطاولة.
لكن الاكتشاف العلمي الذي عثر عليه من طرف فريق علمي إيطالي في بداية كانون الأول 2006، كان مغاييرا وفريدا من نوعه، حيث تعلق الأمر بالعثور على أولى بوادر العمليات الجراحية المتعلقة بالعيون خاصة الأطراف الاصطناعية للعين.
الفريق الإيطالي عثر على هيكل عظمي لأنثى طويلة القامة “1،82 م” تبلغ من العمر حوالي 30-32 وقت الوفاة ويعود تاريخ هيكلها العظمي إلى حوالي 2900 ق.م وصفت بأشكال مختلفة على أنها عضو في عائلة ملكية اوكاهنة او امرأة ثرية، وتم العثور بجانبها على 25 وعاء فخاري ومرآة نحاسية وحقيبة جلدية والابرز العين الاصطناعية المتقنة بشكل استثنائي لا تزال مثبتة في محجر عينها.
ومن المثير للاستغراب ان مقلة العين صممت بشكل دقيق ورائع، صنعت من القطران الطبيعي والدهون الحيوانية وتم تغطية سطحها بطبقة رقيقة جدا من الذهب. احتوت العين على فتحتين مع خيط ذهبي واحد يمر عبرهما لتثبيت العين في مكانها و تم نقش الطرف الاصطناعي بعناية مع وجود دائرة في مركزه لتمثيل القزحية ولكن ربما تكون أكثر الميزات ذكاء هي الأسلاك الدقيقة في داخل بياض العين لتشبه الشعيرات الدموية.
هذا الاكتشاف العلمي المبهر، يؤكد على أن هذه العين،هي أقدم عين اصطناعية في التاريخ الطبي وتسبق تلك الموجودة في مصر بحوالي 1000 عام.