بقلم:مصطفى بوريابة/
رغم تجاربي الفاشلة أو المؤلمة، أحيانا. فبالإرادة و العزيمة إستطعت تخطيها لأنني لا أجعل نفسي رهينة مستسلمة لليأس والأحزان، ولكن ثقتي في الله ثم في نفسي ومقاومتي و توكلي على العزيز القدير، ومحاولتي فصل الماضي عن الحاضر. مكنني من أن أجعل لنفسي هدفا للمستقبل، أشتغل عليه في الوقت الراهن، لذلك أنهض وأبدأ التحرك كل يوم من جديد، فربما هدرت زمنا كثيرا في محاولاتي، أو قد أكون إنكسرت وخسرت مالا، وفشلت ،وربما صدمت في البعض الذين كنت أحبهم سواء كانوا أصدقاء أو أقارب أو أحبة.
فالمطلوب كان هو أن أغير من إستراتيجيتي لا من عزيمتي ،حتى لا أشعر باليأس أو الضعف، أو أني ساذج سهل الخداع، فلا ألوم نفسي لأنها ليست الوحيدة التي تعاني مما حدث، فكل الناس قد مروا بمثل تجربتي ، أو أكثر مرارة مني . وإن اختلفت قصصهم عني، لذلك أعالج جروحي بنفسي كطائر حر جريح. ثم أحلق عاليا لأرسم هدفي بدقة متناهية، وحتما سأصل إلى ذلك، مادام زاد الصبر والبحث عن النجاح متوفر ومحفز على المزيد من العطاء وتجاوز كل المثبطات .
فكل ما مررت به هو رحمة من الله، ليجعلني أستفيد من تجاربي السابقة التي فشلت فيها. إذ، قطعت شوطا كبيرا وصارت لي خبرة، كما أن الله قد أبعد عني الناس ذوي الطاقات السلبية لكي أشق طريقي نحو الفلاح.
فالحياة طريق واحد، لهذا أحرص على إختيار الطريق الصحيح من البداية كي لا أعود إلى نقطة البداية مجددا ،لأن البشر يعيشون حياتهم بطريقتين، الطريقة الأولي هي أن يسيروا وفقا للخطط التي وضعها الآخرون لهم، لهذا السبب يشعرون بالتقيد ولا يستمتعون بنجاحاتهم وإنجازاتهم، لأنها لم تنبع من رغباتهم الحقيقية، أما الطريقة الثانية والتي اتبعها كل الناجحون وسألخصها في الآتي:
أخبروني هل رأيتم مجموعة أسود يسيرون معا؟ في حين أن هناك أسد وحيد يسير في طريق بمفرده ليستكشف خط سير قطيع الغزلان أو الحمار الوحشي، ألا تعتقدون أن أنظاركم ستتجه لهذا الأسد الوحيد؟ هل تعرفون لماذا أُعجبتم بهذا الأسد؟ لأنه لم يتبع القطيع واختار طريقا لنفسه لتحقيق أهدافه، وبالطبع كل الأنظار ستتجه إليه لمعرفة نتيجة مثابرته سواء من باب الفضول أو الإعجاب، وهذا ما يحدث بالضبط مع البشر، فهناك من قرر أن يسير على خطى الآخرين، وهناك من قرر أن يصمم طريقه، و يكون هو أول من يخطوها، أول من يضع قوانينها لمن سيخلفه ويسير على خطاه في المستقبل، والآن دعونا نتحدث عن أهم الخطوات التي اتبعتها أثناء شق طريقي بنفسي.
أشخاص تثق بهم
أحط نفسك بأشخاص تثق بهم، حتى إذا لم تجد في البداية، أبحث واستمر في البحث حتى تجدهم.
لا تعطي الأشياء أكثر من حجمها
في صغري كنت أظن أن تحمل المسؤولية هو بمثابة عبئ كبير ومتعب ، لكن الأن أتحملها ولا أشعر بالإرهاق أو الملل، ومن هنا إعتدت على عدم تضخيم الأمور، فالأشياء التي كانت صعبة ومستحيلة فيما مضى أصبحت الآن من روتيني اليومي.
تخيل نفسك بعد 5 سنوات من العمل
أكثر شيء قادر على تحفيز البشر لتحقيق أهدافهم هو قوة التخيل، فإذا تخيلت نفسك بعد 5 سنوات أنك في مكان كنت تحلم به تستطيع معرفة خطوات وصولك لهدفك وستصل إليه في النهاية.
لا تخف من التجربة
إذا أردت النجاح لا تترك تجربة الأشياء الجديدة، أنا عن نفسي جربت كل شيء، لذا ثق تماما أن تجربة الأشياء ستساعدك على إكتشاف مواطن قوتك.
أهداف طويلة المدى
لا تضع أهدافا قصيرة المدى تنتهي بعد شهرين أو ثلاث أو حتى سنة، كي لا تنتقص من عزيمتك، لكن ضع أهدافا لمدة 5 سنوات او 20 أو 30 سنة، والهدف هنا من وضع أهداف إستراتيجية هو تشجيع ذواتنا على بذل المزيد من الجهد وترقب المستقبل بشغف.
تصنع القوة
من خلال تجربتي هناك أشياء قد تكتسبها إذا إعتدت عليها، ومن تلك الأشياء قوة الشخصية، لذا من الآن فصاعدا تصنع الثقة بالنفس وقوة الشخصية والشجاعة، ومع الوقت لن تستطيع أنت نفسك تصديق النتيجة لأنك ستتحول بالفعل لشخص واثق من نفسه وقوي الشخصية وشجاع.
عدم الإستسلام
أول صفة ستعرفها عن الناجحين هي عدم الاستسلام والنهوض مجددا بعد الفشل، لهذا السبب لا يوجد ناجح لم يذق مرارة الفشل، ولا يوجد ناجح ترك نفسه لشبح الاستسلام، ما عدا ناهبي المال العام تحت غطاء السياسة .
إحذر المحبطين
أصدقائي حينما سمعوا المدير وهو يتوعدني بالسقوط وضياع حلم الذهاب للجامعة، قالوا لا تكمل السنة فهو وضعك بين عينيه، لكن هل تعلمون ماذا فعلت حينها؟ لم أكترث لكلامهم وحققت فعلا حلم الدراسة بالجامعة، وربما لهذا السبب قادني قدري اليوم لعالم الصحافة والكتابة.
إصنع طريقا لك
فمن أهم نقط النجاح ألا تسير في دروب يمشي فيها الجميع، لأن التميز يأتي بخلق طريقك الخاص بهويتك أنت فقط، وربما سيسير الآخرون على نفس دربك فيما بعد؛ لكن لا تسير أنت مع القطيع أبدا.
لا تراقب الفاشلين
راقبو الناجحين فقط، وذلك كي تأخذو منهم التجارب المفيدة وخبرتهم أثناء مواجهة العقبات، غير ذلك لا تراقبو الآخرين أبدا.
تحمل العواقب
إذا أردتم شق طريقكم الخاص عليكم أن تسيروا وفقا لقراراتكم، كي لا تلوموا أحدا غيركم إذا فشلتم، وحتى تستفيدو من أخطائكم.
قل لا
إذا أردت أن تسير وفقا لدستور خاص بك فتعلم أن تقول “لا” لكل شيء يعطلك عن مهامك الأساسية، قل “لا” لمكالمات الهاتف غير الهامة، للخطط العاجلة غير الهامة، وهكذا…
الإبتعاد عن الكذب و الأسرار
الكذب سيرهقك لأن النفس البشرية غير مبرمجة عليه، كذلك حفظ الأسرار سيعطيك عبئا لا داعي له.
الإنفراد بالنفس
كنت أظن أن العزلة من عاداتي السيئة، لكنها تساعدني على تجديد حماسي، وإنعاش عقلي، وشحذ أفكاري ، وزيادة في قدرتي على الإبداع.
الإستمتاع بالوقت الراهن
في الحياة عالمان لا نعرف عنهما شيئا، فالأول هو اللحظة الراهنة التي نغفل عنها دائما ونفكر دائما في اللحظة التي تليها فنعيش في المستقبل القريب عوضا عن اللحظة الراهنة، فأنا الآن أَذكر خططي التالية في حين أن حياتي الآن تنساب من بين يدي أثناء ملاحقتي للحظة ربما لن تأتي أبدا ، لهذا إهتم بعيش لحظتك الراهنة فهي كالماضي لن تعود.
أما العالم الثاني فهو عالمنا الداخلي الذي لم نكتشفه بعد، وأنت كذلك عزيزي القارئ ابدأ في البحث عن شخصيتك الأخرى عن الطفل الصغير الذي يكمن بداخلك ولديه مطالب وأهداف شتى ولا يقوى على البوح بها وتحقيقها.
التخلص من الماضي
هل تعرفون متى بدأت في رسم طريق لنفسي؟ عندما تخلصت من ذكريات الماضي وتصالحت مع من أساءوا لي، لأن التفكير السلبي في الذكريات المؤلمة لن يضر أحدا غيري، لذا لا فائدة من التحسر على الماضي، فما مضى قد ولى وانتهى بالفعل ولا معنى للبكاء عليه، لذا تصالح مع نفسك ومع ماضيك واقلب صفحة الماضي لاستقبال حياتك الجديدة.
التغلب على العقبات
إذا استطعت أن تتغلب على بعض العقبات فهنيئا لك. لقد فرشت دربك بالورود، وهذه العقبات هي (النوم، والكسل، والاستسلام، وتأجيل المهام، الخوف، والغضب) فإذا حصنت نفسك من تلك الآفات الست ستستطيع حماية مستقبلك من الندم على الفرص الضائعة.
الثقة بالنفس
هل تعتقدون أن العيش في هذا العالم سهل؟ بالطبع العيش على الأرض سهل جدًا، لكن بشرط واحد وهو أن تحمي نفسك جيدا وتبني أسوارا عالية وقاعدة قوية تقف عليها، وكل هذا لن يتحقق إلا وبحوزتك معلومات تفيدك في شق طريقك نحو المستقبل، واعلم أنك إذا لم تأخذ إحداثيات الموقع الذي تود الذهاب إليه فسوف تضل الطريق، وتلك الإحداثيات هي المعلومات التي ستحميك من خطر التيه والتخبط..