إطلاق الجيل الخامس بالمغرب..قفزة رقمية أم خطوة أولى مشروطة؟
في خطوة طال انتظارها،أعلن المغرب عن بدء تشغيل خدمة الجيل الخامس للاتصالات (5G) مطلع عام 2025 لتشمل سبع مدن رئيسية: الدار البيضاء- الرباط-القنيطرة-مراكش-فاس-أكادير وطنجة.
هذه الخطوة تضع المملكة على طريق التحول الرقمي وسط آمال وتحديات تنتظر التفعيل الشامل لهذه التقنية.
الفرص الواعدة مع 5G
1- نقلة نوعية في الاتصالات:
إطلاق تقنية الجيل الخامس يمثل قفزة كبيرة في قطاع الاتصالات،حيث يوفر سرعات إنترنت غير مسبوقة وتقنيات تعتمد على زمن استجابة منخفض للغاية،مما يتيح تطوير تطبيقات مبتكرة في مجالات مثل الألعاب السحابية والواقع الافتراضي.
2-تعزيز الاقتصاد الرقمي:
تساهم 5G في جذب استثمارات جديدة،خاصة في مجالات التكنولوجيا المتقدمة،كالذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء.كما يدعم التحول نحو اقتصاد رقمي أكثر تنافسية في أسواق المنطقة.
3-تحسين الخدمات الحيوية:
– الصحة: إمكانية تقديم خدمات طبية عن بعد بشكل أكثر كفاءة مثل الجراحات الروبوتية والاستشارات الافتراضية.
-التعليم: تطوير منصات تعليمية تفاعلية تعتمد على تقنية الواقع المعزز.
-النقل: دعم البنية التحتية للنقل الذكي،كالمركبات الذاتية القيادة وإدارة المرور الفعالة .
التحديات التي تواجه إطلاق 5G
1-تغطية غير متكاملة:
إطلاق الخدمة في سبع مدن فقط يثير مخاوف من زيادة الفجوة الرقمية بين المناطق الحضرية والريفية،مما يحد من العدالة الرقمية ويعزز الفوارق التنموية.
2-تأجيل التطلعات الوطنية:
التوقعات كانت تصب في تحقيق تغطية وطنية شاملة،وهو ما قد يؤجل الاستفادة الكاملة من هذه التقنية في المناطق الأخرى،مما يثير انتقادات حول الجدول الزمني للتوسع.
3-كلفة عالية وتأثير على الفئات الأضعف:
توفير الأجهزة الداعمة لتقنية 5G قد يمثل عبئا ماليا على بعض الفئات،مما يجعل الاستفادة محصورة بفئات معينة في البداية.
نحو رؤية مستقبلية شاملة
لتحقيق أقصى استفادة من 5G ينبغي أن ترافق هذه الخطوة خطة واضحة للتوسع التدريجي في جميع أنحاء المغرب،مع ضمان وصول هذه التقنية إلى المناطق القروية.كما يجب العمل على تطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز قدرات الكوادر المحلية في مجالات الابتكار المرتبطة بهذه التقنية.
إطلاق 5G يمثل بداية رحلة نحو التحول الرقمي في المغرب،لكن نجاحها يتوقف على مدى شموليتها وقدرتها على تحقيق توازن بين المدن الكبرى والمناطق النائية.