البطاقات البنكية في المغرب تتجه نحو الأمان الرقمي
تشهد البطاقات البنكية في المغرب تغييرات جذرية تواكب التوجه العالمي نحو تحسين الأمان الرقمي وتبسيط التعاملات.
ابتداء من نوفمبر الجاري، لاحظ العديد من مستخدمي البطاقات البنكية تغييرات في التصميم حيث اختفت الأرقام البارزة من الجهة الأمامية لتطبع بشكل صغير على الجهة الخلفية.
هذا التغيير لا يتعلق فقط بالجماليات، بل يأتي ضمن استراتيجية شاملة تهدف إلى تعزيز الأمان في المعاملات البنكية.
التحول إلى بطاقات خالية من الأرقام: ماذا يعني؟
تسير شركات البطاقات العالمية مثل “فيزا” و”ماستركارد” نحو إحداث نقلة نوعية في تصميم البطاقات البنكية.
الهدف هو إزالة جميع الأرقام بما في ذلك رقم البطاقة، تاريخ انتهاء الصلاحية-رمز الأمان والاكتفاء بوضع اسم حامل البطاقة فقط.
كيف سيتم ذلك؟
-سيتم ربط البطاقات البنكية بحسابات رقمية تعتمد على البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف الخاص بالمستخدم.
-لإتمام أي عملية شراء، سيحتاج المستخدم فقط إلى تأكيد العملية عبر تطبيق البنك باستخدام بصمة الإصبع أو تقنية التعرف على الوجه.
-يتم ذلك من خلال تقنيات متطورة مثل “التوكنيزاسيون” (Tokenization) و*Click to Pay* التي تحل محل الأرقام التقليدية بمعرف رقمي مشفر يستخدم لمرة واحدة،مما يجعل سرقة البيانات شبه مستحيلة.
الفوائد المتوقعة من النظام الجديد
1- تعزيز الأمان:
تشير الإحصائيات إلى أن الاحتيال عبر الإنترنت أعلى بسبع مرات من الاحتيال في المتاجر الفعلية. التحول إلى نظام خال من الأرقام يقلل بشكل كبير من مخاطر القرصنة والتزوير.
2- سهولة الاستخدام:
عمليات الشراء ستصبح أكثر سلاسة، دون الحاجة لإدخال بيانات البطاقة يدويا مما يوفر وقتا وجهدا للمستخدمين.
3- الحماية من الاحتيال:
حتى في حالة فقدان البطاقة،لا يمكن استخدامها دون الوصول إلى البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف المرتبط بها فضلا عن تقنيات التأكيد البيومتري.
التحديات التي تواجه النظام الجديد
رغم المزايا الكبيرة،فإن اعتماد هذا النظام يتطلب تجاوز عدة عقبات:
-تأهيل التجار:
بعض القطاعات،مثل الفنادق التي تعتمد على الحجوزات الهاتفية ستحتاج إلى تكييف أنظمتها لاستيعاب استخدام البريد الإلكتروني أو رقم الهاتف بدلا من رقم البطاقة.
– البنية التحتية:
إطلاق البطاقات الجديدة بالكامل يتطلب تحديث الأنظمة التكنولوجية لدى المؤسسات البنكية والتجارية. لهذا السبب،تشير التقديرات إلى أن هذا التغيير قد يستغرق حتى عام 2030.
نظرة مستقبلية
إدخال هذه التغييرات يعكس التزام المغرب بمواكبة التطورات العالمية في التكنولوجيا المالية.مع بدء هذه المرحلة الانتقالية،سيستفيد المستخدمون تدريجيا من تحسينات الأمان وسهولة الاستخدام، مع توقع أن تصبح البطاقات البنكية التقليدية جزءا من الماضي بحلول العقد المقبل.
التوجه نحو بطاقات خالية من الأرقام ليس مجرد تحسين في التصميم، بل خطوة نحو مستقبل أكثر أمانا وابتكارا في عالم المعاملات المالية.”