أسعار زيت الزيتون وتحدي الطلب العالمي للذهب الأخضر المغربي

الحدث الافريقي- سالم سليم

ارتفعت أسعار زيت الزيتون هذا العام في المغرب بشكل غير مسبوق ما خلق جدالا واسعا لدى المغاربة الذين يستعملون زيت الزيتون في مختلف أطباقهم الشهية، و يعزى ارتفاع سعر زيت الزيتون إلى تعدد الوساطات، إضافة إلى الطلب العالمي  الواسع على الذهب الأخضر المغربي من الزيتون وزيوته التي تحظى بشهرة واسعة في الأسواق العالمية بفضل جودته العالية وطابعه الفريد الناتج عن تقنيات الإنتاج التقليدية والمتطورة.

خلال السنوات الأخيرة، أصبح المغرب واحداً من كبار مصدري زيت الزيتون، حيث وصلت صادراته إلى العديد من الأسواق العالمية. من أبرز الدول المستوردة لزيت الزيتون المغربي:

الاتحاد الأوروبي

تُعد دول الاتحاد الأوروبي من أهم الوجهات الرئيسية لصادرات زيت الزيتون المغربي، وتشمل:

• إسبانيا: تستورد كميات كبيرة من زيت الزيتون المغربي، حيث يتم إعادة تصنيعه أحياناً لتلبية الطلب المحلي والدولي.
• إيطاليا: تشتهر بجودة زيوتها وتستورد زيت الزيتون المغربي لتلبية نقص الإنتاج المحلي.
• فرنسا: تعتبر من الأسواق التقليدية لزيت الزيتون المغربي بفضل الروابط التاريخية والذوق المشترك.

الولايات المتحدة الأمريكية

الولايات المتحدة هي واحدة من الأسواق الكبرى المستهلكة لزيت الزيتون المغربي. مع تزايد الوعي الصحي في أمريكا، ازداد الطلب على الزيوت الطبيعية ذات الجودة العالية، مما جعل زيت الزيتون المغربي خياراً مفضلاً بفضل جودته وسعره التنافسي

دول الخليج العربي

• المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وقطر: تعرف هذه الدول بطلبها المتزايد على المنتجات الغذائية الصحية، مما جعل زيت الزيتون المغربي مطلوباً بفضل نكهته المميزة وجودته العالية.
• هذه الدول تستورد كميات كبيرة لتلبية احتياجات السوق المتنامية وللاستخدامات المنزلية والفندقية.

دول آسيا

• اليابان والصين: مع زيادة الاهتمام بالنظام الغذائي الصحي، ارتفع الطلب على زيت الزيتون في الأسواق الآسيوية. يُقدّر زيت الزيتون المغربي في هذه الدول لجودته وارتباطه بالثقافة المتوسطية.
• الصين خاصة تمثل سوقاً ناشئة لزيت الزيتون المغربي بسبب توسع الطبقة المتوسطة وزيادة الاهتمام بالغذاء الصحي.

دول أفريقيا

بعض الدول الإفريقية، خاصة تلك التي لا تنتج كميات كافية من الزيتون محلياً، مثل السنغال وساحل العاج، تستورد زيت الزيتون المغربي بكميات صغيرة مقارنة بالأسواق العالمية الأخرى، ولكن الطلب يتزايد تدريجياً.

عوامل جذب زيت الزيتون المغربي في الأسواق العالمية

• الجودة المميزة: يستفيد المغرب من تقنيات إنتاج تجمع بين الأصالة والحداثة، مما يضمن زيتاً عالي الجودة.
• الأسعار التنافسية: مقارنة بالزيوت المنتجة في دول أخرى، يتمتع زيت الزيتون المغربي بتسعيرة مناسبة للأسواق المختلفة.
• الشهادات الدولية: حصول زيت الزيتون المغربي على علامات الجودة مثل شهادة “بيو” و”PDO” يعزز موثوقيته دولياً.

مع استمرار تحسين الإنتاج وزيادة الترويج للعلامة التجارية الوطنية، يُتوقع أن تستمر صادرات زيت الزيتون المغربي في النمو ودخول أسواق جديدة.

زيت الزيتون والزيتون ليسا مجرد مكونات غذائية، بل لهما استخدامات متعددة تمتد إلى مجالات الصحة، الجمال، والصناعة، بفضل خصائصهما الفريدة وجودتهما العالية، أصبحت مشتقاتهما مطلوبة في الأسواق العالمية لتطبيقات متنوعة. فيما يلي أهم الاستعمالات الأخرى التي تُسوَّق عالميًا:

أولًا: استعمالات زيت الزيتون

الصناعات الغذائية

• الطبخ: يُستخدم زيت الزيتون في الطهي والقلي وصناعة الصلصات والتتبيلات مثل صلصة البيستو والمايونيز.
• المخبوزات: يدخل زيت الزيتون في صناعة الخبز والحلويات كبديل صحي للدهون الحيوانية.
• الأغذية المعلبة: يُستعمل كمادة حافظة للأطعمة مثل الأسماك المعلبة (السردين والتونة) والخضروات المخللة.

الصناعات التجميلية

• منتجات العناية بالبشرة: زيت الزيتون مكون رئيسي في الكريمات، الصابون، ومستحضرات الترطيب نظرًا لخصائصه المغذية والمرطبة.
• العناية بالشعر: يُستخدم في تصنيع الشامبوهات والزيوت المغذية التي تعزز نمو الشعر وترطبه.
• العناية الطبيعية: يُباع أيضًا في شكله الخام للاستخدام كزيت تدليك أو مقشر طبيعي عند مزجه بالسكر أو الملح.

الصناعات الدوائية

• إنتاج الكبسولات: يُستخدم كمكون أساسي في الكبسولات الغذائية نظرًا لفوائده الصحية.
• الطب التقليدي: يدخل زيت الزيتون في وصفات طبية لعلاج الالتهابات الجلدية، تخفيف آلام العضلات، وعلاج الإمساك.
• زيوت الأطفال: يُستخدم في منتجات الأطفال كمهدئ ومغذٍ للبشرة الحساسة.

الطاقة الحيوية

في بعض المناطق، يُستعمل زيت الزيتون الأقل جودة كمصدر للوقود الحيوي (البيوديزل) بفضل تركيبته الكيميائية.

الصناعات الكيميائية

• يدخل في صناعة زيوت التشحيم البيئية.
• يُستخدم كمذيب طبيعي في الصناعات الكيميائية بديلاً للمواد الكيميائية الصناعية.

ثانيًا: استعمالات الزيتون

صناعة الأغذية

• الزيتون المخلل: يُعد الزيتون المخلل (الأسود والأخضر) من أشهر المنتجات المصدرة عالميًا، حيث يتم استهلاكه كوجبة خفيفة أو مكون في السلطات والمقبلات.
• معجون الزيتون: يُستخدم كمنتج غذائي يُضاف إلى الخبز أو كحشو في المعجنات.

استخراج الزيوت الثانوية

• يتم استخراج زيوت ثانوية من بقايا الزيتون بعد عصر الزيت الأساسي، وتُستخدم هذه الزيوت في الطهي الصناعي أو كمواد خام في الصناعة.

الأعلاف الحيوانية

• يتم استخدام مخلفات الزيتون (كالعجينة الناتجة عن العصر) في تصنيع أعلاف غنية بالمغذيات للماشية.

الصناعات الدوائية والعلاجية

• يُستخدم الزيتون ومستخلصاته في المكملات الغذائية، حيث تحتوي مستخلصات أوراق الزيتون على مضادات أكسدة قوية تُستخدم في تعزيز المناعة.

الصناعات التجميلية

• يُستخدم الزيتون المطحون أو قشره في إنتاج مستحضرات تقشير البشرة.
• يُدخل كعنصر في صناعة أقنعة الوجه الطبيعية.

الصناعات البيئية

• إعادة التدوير: تُستخدم نوى الزيتون في إنتاج الفحم النباتي أو كوقود صديق للبيئة.
• إنتاج السماد الطبيعي: تُستعمل بقايا الزيتون في تصنيع أسمدة عضوية غنية بالعناصر المغذية.

ويتميز زيت الزيتون والزيتون بقيمتهما المضافة في العديد من القطاعات، مما يجعلهما من المنتجات متعددة الاستخدامات والمطلوبة عالميًا. بفضل فوائدهما الصحية والطبيعية، تتزايد الأسواق المستهدفة لهذه المنتجات، مما يعزز قيمتها الاقتصادية ويُسهم في استدامة الطلب العالمي عليهما.