أخبارالرئيسيةقضاء وقانون

العدالة الدولية في مواجهة جرائم الاحتلال: قراءة في مقال النقيب عبد الرحيم الجامعي

الحدث الافريقي- زهير أصدور**

في خطوة جريئة تعيد الأمل للعدالة الدولية، أصدر النقيب عبد الرحيم الجامعي مقالًا تناول فيه قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار أمر اعتقال بحق رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ووزير حربه يوآف غلانت. هذا القرار، الذي وصفه النقيب الجامعي بأنه انتصار لسيادة القانون الدولي، يضع مجرمي الحرب في مواجهة مع العدالة، رغم كل محاولات الضغط والتهديد التي يمارسها حلفاؤهم في الكيان الصهيوني والإدارة الأمريكية.
يربط النقيب الجامعي بين هذا القرار التاريخي وحقبة محاكمات نورنبيرغ التي حاكمت قادة النازية بعد الحرب العالمية الثانية. يبرز المقال كيف أن العدالة الجنائية الدولية، ورغم التحديات، أثبتت قدرتها على مواجهة الإرهاب المنظم والانتصار لضحايا الجرائم ضد الإنسانية.

المحكمة الجنائية: أداة لتحقيق العدالة العالمية
يشير المقال إلى الجهود الحقوقية والمحاماة الدولية التي سبقت صدور هذا القرار، حيث قدمت منظمات وشخصيات دولية أدلة وملفات دامغة تثبت تورط نتنياهو وغلانت في جرائم الإبادة الجماعية والاعتداءات الممنهجة على المدنيين في فلسطين ولبنان. هذا التعاون بين الشعوب والمنظمات الحقوقية يعزز أهمية المحكمة الجنائية الدولية باعتبارها أداة لتحقيق العدالة ضد قادة الاحتلال وأعوانهم.

التطبيع أمام اختبار الأخلاق والشرعية:
يلقي النقيب الجامعي الضوء على ضرورة إعادة النظر في مواقف الدول التي سارعت إلى التطبيع مع الكيان الصهيوني، متسائلًا: كيف سيتفاعل هؤلاء مع قرار المحكمة؟ وهل سيواصلون التعاون مع مجرمين ثبت تورطهم في جرائم ضد الإنسانية؟
كما يطالب السلطات المغربية بموقف واضح من هذا القرار، داعيًا إلى إنهاء أي شكل من أشكال التطبيع مع الكيان المحتل، وترحيل ممثليه من الأراضي المغربية. يرى النقيب أن استمرار العلاقات مع كيان مجرم قد يضر بسمعة المغرب وكرامته، ويدعو إلى الانضمام لنظام روما الأساسي، الذي يضع أسس العدالة الجنائية الدولية.

رسالة للشعوب العربية والمجتمع الدولي:
في مقاله، يوجه النقيب الجامعي رسالة واضحة: دعم المحكمة الجنائية الدولية ليس خيارًا، بل واجب أخلاقي وقانوني. يؤكد أن الانتصار لقرار المحكمة هو انتصار للضحايا وللعدالة العالمية، داعيًا الشعوب العربية والمجتمع الدولي للتصدي لكل محاولات الالتفاف على الشرعية الدولية.

مقال النقيب عبد الرحيم الجامعي يعكس روحًا نضالية في الدفاع عن العدالة الدولية، ويقدم نموذجًا للمثقف الملتزم بقضايا أمته. إن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وغلانت ليس مجرد قرار قانوني، بل هو رسالة قوية بأن العدالة، مهما تأخرت، قادرة على تحقيق الانتصار في وجه أعتى أنظمة القمع والإرهاب.

**ذ. زهير أصدور- محامي بهيئة الرباط

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button