جمهورية الريح في الشبك.. عندما يتحول العبث إلى أضحوكة مواقع التواصل
في مشهد يثير السخرية أكثر مما يدعو للتأمل، قررت الجزائر، التي يبدو أنها أضاعت البوصلة السياسية، احتضان كيان وهمي جديد أطلقت عليه اسم “جمهورية الريح(ف) في الشبك”. يبدو أن هذا المشروع جاء كمحاولة يائسة لزعزعة استقرار المغرب، ولكن النتيجة كانت عكسية تمامًا، إذ تحولت القصة إلى مادة للضحك والسخرية في وسائل التواصل الاجتماعي.
● “الجلسة الأولى ليوم الريح(ف)” ومسرحية بملايين اليوروهات
خصصت الجزائر ميزانية ضخمة تُقدر بـ5 ملايين يورو لاستضافة ما أسمته “الجلسة الأولى ليوم الريح (ف)”، وسط حضور وسائل إعلام محلية وزعماء سياسيين، بالإضافة إلى وفود من دول إفريقية. لكن رغم البهرجة والإنفاق السخي، لم تحصد المبادرة سوى موجة من التعليقات الساخرة، حيث تساءل البعض: هل يمكن لجمهورية الريح أن تتحول إلى إعصار سياسي؟
● تعليقات ساخرة: من “جمهورية كتامة” إلى مطالب دبلوماسية غريبة
كان رد فعل المغاربة على هذه الخطوة كوميديا بامتياز. أحد الشباب اقترح إنشاء جمهورية جديدة تحت اسم “جمهورية كتامة”، مطالبًا بفيلا تطل على البحر وزوجتين من مناطق مختلفة، مضيفًا أنه يفضل 1000 يورو كراتب شهري. تعليق آخر دعا تبون لفتح سفارة بين قبيلة زعير وسكان مدينة سلا، لأن العلاقات الدبلوماسية “مهمة جدًا” لتسهيل “التواصل الثقافي”.
● رسائل إلى “عمي تبون” الكريم
لم يسلم الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون من الرسائل الساخرة، إذ وصفه أحد المعلقين بأنه “الرجل الكريم الذي يمنح آيفون وأموالًا لأي شخص ينطق بالسوء عن المغرب”، بينما طلب آخر تمويلًا لقناة يوتيوب “لتشويه المملكة” بشكل محترف، مشيرًا إلى أن المغاربة لا يقدمون مثل هذا الكرم.
● تحذير ساخر: من الريح إلى النار
في تعليق آخر، تساءل البعض عن تأثير هذه الخطوة على وحدة الجزائر نفسها، مذكرين بأن دعم الحركات الانفصالية ليس إلا لعبة بالنار، خاصة في ظل وجود مطالب انفصالية في القبايل وغيرها. وأضافوا بتهكم: “من كان بيته من زجاج فلا يرشق بيت جاره بالحجارة… خصوصًا إذا كان الحجارة مستوردة باليورو!”.
● عبث سياسي ودراما كوميدية
تحولت “جمهورية الريح” إلى رمز للعبث السياسي، حيث عكست هذه المبادرة حالة من التخبط واليأس أكثر من كونها خطة مدروسة. وبينما ينشغل البعض بخلق كيانات خيالية، يواصل المغرب تحقيق مكاسب دبلوماسية وتنموية تجعل جمهورية الريح مجرد نكتة تُروى في مقاهي الإنترنت.
وفي النهاية، يبدو أن الريح في الشبك ستبقى عالقة هناك، لا تتحرك إلا لتثير موجة جديدة من الضحك والسخرية.