الامير مولاي رشيد: المهرجان الدولي للسينما بمراكش.. نافذة المغرب نحو العالمية السينمائية
منذ انطلاقه في عام 2001، أصبح المهرجان الدولي للسينما بمراكش حدثًا بارزًا في أجندة الفعاليات الثقافية الدولية. على مدى سنواته الـ21، نجح هذا المهرجان في استقطاب كبار الأسماء في عالم السينما، مما جعل المغرب وجهة عالمية للإنتاجات السينمائية الكبرى، وعزز مكانته كمحور إبداعي وثقافي.
● رؤية ملكية لتطوير السينما الوطنية
في كلمته المنشورة على الموقع الرسمي للمهرجان، أكد الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان، أن المهرجان يمثل استمرارية لرؤية الملك محمد السادس لتطوير الصناعة السينمائية الوطنية. وأشار إلى أن المهرجان يسعى لتعزيز المواهب السينمائية الشابة من خلال مبادرات متميزة، مثل ورش أطلس التي انطلقت عام 2018. وقد أصبحت هذه الورش حاضنة للمخرجين المغاربة والعرب والأفارقة، حيث ساهمت في دعم مئات المشاريع وإطلاق جيل جديد من صناع السينما.
● تكريم الإبداع والتميز
تميز المهرجان هذا العام بتكريم ثلاثة رموز بارزة في السينما:
الراحلة نعيمة المشرقي، التي كانت سيدة من سيدات السينما المغربية.
شون بن، الممثل والمخرج الأمريكي الحائز على جائزة الأوسكار.
ديفيد كروننبرغ، المخرج الكندي المعروف.
كما يرأس لجنة التحكيم هذه السنة المخرج الإيطالي الشهير لوكا غوادانيينو، الذي سيقود فريقًا متخصصًا لاكتشاف أبرز المواهب الواعدة.
● ورش أطلس: منصة لاحتضان الإبداع
يمثل برنامج ورش أطلس حجر الزاوية في استراتيجية المهرجان لتطوير السينما المحلية والإقليمية. ومن بين النجاحات التي حققها البرنامج، فوز المخرجة المغربية أسماء المدير بجائزة النجمة الذهبية عن فيلمها “أم الأكاذيب”، الذي كان ضمن المشاريع المدعومة من الورش. وأوضح الأمير مولاي رشيد أن هذه التجربة تعد مصدر إلهام للأجيال القادمة وتسهم في رفع مستوى الإنتاج السينمائي في المغرب.
● أفق دولي وتطور محلي
أشار الأمير مولاي رشيد إلى إطلاق مبادرة جديدة هذا العام تحت اسم محطة أطلس، التي تهدف إلى تعزيز مهارات المهنيين السينمائيين الشباب بالمغرب، مع فتح آفاق التعاون الدولي. كما شدد على أهمية دور النقاد والصحفيين في النهوض بالصناعة السينمائية، من خلال دورات تدريبية متخصصة تدعم مسيرتهم المهنية.
● رسالة ثقافية وإنسانية
لا يقتصر المهرجان الدولي للسينما بمراكش على كونه فعالية فنية فقط، بل يحمل رسالة إنسانية وثقافية عميقة. فهو يهدف إلى تعزيز الحوار بين الثقافات وترسيخ قيم السلام من خلال السينما. وكما قال الأمير مولاي رشيد في ختام كلمته: “المهرجان لحظة من الثقافة والإيثار، وعاء للمشاعر والمشاركة، ورسالة حوار وسلام في العالم.”
بفضل هذه الرؤية الطموحة والمبادرات الداعمة، أصبح المهرجان الدولي للسينما بمراكش ليس فقط منصة لتكريم الإبداع السينمائي، بل أيضًا أداة قوية لتطوير النظام البيئي السينمائي في المغرب، مما يعزز مكانة المملكة على خريطة السينما العالمية.