أخبارأخبار سريعةإفريقيا

الجزائر ثالث أغنى دولة في العالم؟!

لمن يعتقد أن مقياس الرفاهية في العالم هو ببساطة حسابات اقتصادية وجداول مملة، ها هي الجزائر تُحطم الأرقام وتحتل المركز الثالث في قائمة الدول الأكثر رخاءً! نعم، لقد قرأت جيداً، الجزائر تتفوق على العديد من الدول الكبرى حسب مؤشر الرخاء العالمي، الذي يأخذ في اعتباره عوامل مثل الناتج المحلي الإجمالي، والتنمية البشرية، ومعامل جيني (لحساب التفاوت في الدخل) وحتى معدلات الفقر. هذا التصنيف يضع الجزائر في مستوى متوسط من الرخاء، ما يعادل المركز الثالث في إفريقيا، خلف موريشيوس وسيشيل.

ولكن دعونا نتوقف لحظة ونتساءل: هل سنبدأ الآن في جمع الحقائب والتوجه إلى الجزائر لحجز مكان في “الرفاهية العالمية”؟! فبينما تشير الأرقام إلى “استقرار اقتصادي” و”تحسن نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي”، الواقع على الأرض يقول شيئاً مختلفاً.
طرق مليئة بالحفر، عجز في بعض الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، ومشاكل مع البطالة، قد تجعلنا نشك في أن المؤشر قد أخذ أرقاماً خاطئة من مكان ما. ربما نحتاج إلى فحص آخر لمؤشر “الضوء الكهربائي في الحي” أو “عدد الحفر في الشوارع” لنفهم الصورة الحقيقية لدولة الجنرالات.

لنكن صادقين، قد يكون هناك شيء غريب في هذا التقييم. ربما فازت الجزائر بترتيب متقدم فقط لأن المواطن بدا يشرب القهوة في المقاهي التي توفر خدمة الإنترنت بسرعة لا تليق بمقام التقدم التكنولوجي العالمي. إذا كانت الجزائر في المركز الثالث بناءً على هذه المؤشرات، فما الذي ستحققه بلدان أخرى إذا كانت مؤشرات الراحة فيها تشمل أشياء مثل “التيار الكهربائي المتواصل” و”شوارع خالية من الحفر”؟

إذاً، دعونا لا نحتفل مبكراً، ولا نطلب تذاكر الطائرة الخاصة للاحتفال في الجزائر! ربما نحتاج فقط إلى بعض “المؤشرات الحقيقية” لنعرف إذا كان التقدم هذا فعلاً يستحق الابتسامة أو مجرد نكتة عالمية بدولارات البيترول.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button