Hot eventsأخبارإفريقيا

مذبحة “ثياروي”.. شهادة على معاناة الأفارقة وعزيمتهم في مقاومة الاستعمار

جاءت تصريحات الرئيس الموريتاني، محمد ولد الشيخ الغزواني، في ذكرى مذبحة “ثياروي” التي وقعت في السنغال، لتُسلط الضوء على واحدة من أبشع الجرائم الاستعمارية التي خلّفت جروحًا عميقة في ذاكرة الأفارقة. المذبحة، التي ارتُكبت في دجنبر 1944 على يد القوات الفرنسية ضد جنود أفارقة، تجسد الألم الناتج عن حقبة الاستعمار والعنصرية التي طالت القارة الإفريقية، كما تبرز قوة الشعوب الإفريقية وإصرارها على تحقيق الحرية والكرامة.

● أهمية إحياء الذكرى

في كلمته أثناء مراسم إحياء الذكرى قرب داكار، شدد الرئيس غزواني على أن “ثياروي” ليست مجرد حادثة عابرة، بل رمزًا لمعاناة الأفارقة وتضحياتهم في مواجهة القمع الاستعماري. وقد أشار إلى أن هذه المذبحة تذكّرنا بالإرث الثقيل للاستعمار، لكنها في الوقت ذاته تمثل دافعًا للشعوب الإفريقية لمواصلة السعي نحو تحقيق أهدافها في الحرية والتنمية.
الرئيس الموريتاني، المعروف بخطابه الجامع والمساند لقضايا التحرر الإفريقي، عبّر عن ترحيبه بخطوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعترف رسميًا بمجزرة “ثياروي”. ورأى في هذا الاعتراف تطورًا إيجابيًا يجب البناء عليه لتحقيق مصالحة تاريخية تستند إلى الاعتراف بالحقائق وتكريم الضحايا.

● الإرث الاستعماري والكرامة الإنسانية

مذبحة “ثياروي” لم تكن مجرد جريمة قتل، بل كانت رسالة من النظام الاستعماري لإحباط أي تطلع إفريقي للكرامة. الجنود الذين استُهدفوا كانوا قد قاتلوا في صفوف الجيش الفرنسي خلال الحرب العالمية الثانية، وطالبوا بحقوقهم المستحقة، لكنهم قوبلوا بالعنف والإعدام الجماعي.

هذا الحدث يبرز التناقض العميق في السياسات الاستعمارية؛ إذ كانت القوى الاستعمارية تعتمد على الأفارقة في معاركها، لكنها تنكرت لهم عندما طالبوا بأبسط حقوقهم.

● إفريقيا ومستقبل التحرر

في كلمته، دعا غزواني إلى الاستلهام من “ثياروي” لتعزيز الوحدة الإفريقية وتحقيق أهداف أجندة 2063، التي تمثل خارطة طريق نحو قارة إفريقية مستقلة، مزدهرة، وخالية من هيمنة القوى الخارجية. وأكد أن الشعوب الإفريقية لا تزال بحاجة إلى العمل المشترك لمحو آثار الاستعمار وبناء مجتمعات قائمة على العدل والمساواة.

إحياء ذكرى “ثياروي” تعد خطوة مهمة لتعزيز الوعي بتاريخ النضال الإفريقي ضد الاستعمار، ويؤكد على أهمية الاعتراف بالماضي الأليم كشرط أساسي لبناء مستقبل أفضل. الاعتراف الفرنسي بالمجزرة قد يكون نقطة انطلاق لمراجعة شاملة للإرث الاستعماري وتحقيق العدالة التاريخية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button