بايدن يلتزم بتمويل طموح لتطوير خط سكة حديد عبر إفريقيا
في خطوة تعكس التزام الولايات المتحدة بتعزيز التنمية في إفريقيا، أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن تقديم 600 مليون دولار إضافية لتطوير مشروع خط سكة حديد يربط زامبيا والكونغو وأنغولا.
جاء هذا الإعلان خلال القمة الإفريقية التي استضافتها أنغولا، حيث أكد بايدن أن “إفريقيا تُركت خلف الركب لفترة طويلة جدًا. ولكن ليس بعد الآن. إفريقيا هي المستقبل”.
● مشروع لوبيتو كوريودور: محور جديد للتنمية الإفريقية
ركز بايدن في اليوم الثالث والأخير من زيارته للمنطقة على خط السكة الحديد المعروف بـ”لوبيتو كوريودور”، وهو مشروع يمتد لمسافة 1,300 كيلومتر يهدف إلى تحديث البنية التحتية للسكك الحديدية في زامبيا والكونغو وأنغولا. وأكد بايدن أن هذا المشروع سيغير قواعد اللعبة، حيث ستنخفض مدة نقل البضائع إلى الولايات المتحدة من 45 يومًا إلى أقل من 45 ساعة.
وأضاف بايدن أن المشروع، الذي استثمرت فيه الولايات المتحدة حتى الآن 4 مليارات دولار، سيساهم في تحويل المنطقة من مستورد للغذاء إلى مصدر له، مع تعزيز مكانتها كواحدة من أهم مناطق استخراج المعادن الحيوية مثل الكوبالت والنحاس.
● تحالفات دولية لإنجاح المشروع
المشروع مدعوم بتمويل من الولايات المتحدة، الاتحاد الأوروبي، مجموعة السبع، وشركات استثمارية خاصة، إلى جانب بنوك إفريقية. ويمثل هذا الاستثمار أكبر مشروع أمريكي للسكك الحديدية خارج حدودها.
من جانبه، وصف الرئيس الأنغولي جواو لورينسو المشروع بأنه “ركيزة أساسية للتنمية الاقتصادية”، بينما أشار رئيس الكونغو فيليكس تشيسيكيدي إلى أن المشروع يمكن أن يخلق عشرات الملايين من فرص العمل، مؤكدًا أنه سيغير مسار المنطقة نحو الأفضل.
● تحديات أمام المستقبل
ورغم تفاؤل بايدن، إلا أن تنفيذ المشروع سيستمر لسنوات، حيث ستبدأ الإدارة الأمريكية القادمة، بقيادة الرئيس المنتخب دونالد ترامب، بالإشراف على تقدم الأعمال.
تحاول واشنطن من خلال هذا المشروع تعزيز وجودها الاقتصادي في إفريقيا، حيث تأمل أن يشكل المشروع نقطة انطلاق لاستثمارات غربية إضافية في القارة.
يعكس مشروع لوبيتو كوريودور توجهًا أمريكيًا جديدًا لتعزيز الشراكات مع إفريقيا، بعيدًا عن المساعدات التقليدية والتركيز على استثمارات طويلة الأمد. مع ذلك، يبقى التحدي في الحفاظ على التزامات التمويل والتنفيذ وسط تغيرات سياسية دولية.
نُشر بواسطة جريدة الحدث الإفريقي.