أخبارأخبار سريعةإفريقيا

الأزمة الإنسانية في السودان.. صراع الجوع والدمار

تشهد السودان أزمة إنسانية خانقة تتفاقم مع استمرار الصراع المسلح الذي اندلع في أبريل 2023 بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. مع مرور أكثر من عام على الحرب، يعاني الشعب السوداني من تداعيات كارثية تمثلت في الجوع والنزوح والتدهور الحاد في الأوضاع المعيشية.

● الجوع يهدد الملايين

أدى الصراع إلى تدمير البنية التحتية الزراعية وتهجير المزارعين من أراضيهم، مما أدى إلى ندرة الغذاء في الأسواق وارتفاع أسعاره بشكل حاد. ووفقًا لبرنامج الأغذية العالمي، فإن أكثر من نصف سكان السودان، أي حوالي 25 مليون شخص، مهددون بالجوع الحاد هذا العام. في يوليوز الماضي، أكدت التقارير وجود مجاعة في مخيم زمزم للنازحين، حيث يضطر الناس إلى تناول “أمباز” – وهو ما يتبقى بعد عصر الزيت من قشور الفول السوداني.

برنامج الأغذية العالمي يعمل حاليًا على إيصال أكثر من 17,000 طن من المساعدات الغذائية، مستهدفًا مساعدة 1.5 مليون شخص لمدة شهر واحد، في مناطق مصنفة على أنها “بؤر ساخنة” بسبب خطورة الجوع. ومع ذلك، تواجه الجهود الإنسانية عراقيل مستمرة بسبب القيود التي تفرضها الأطراف المتحاربة على وصول المساعدات.

● الأوضاع الصحية في تدهور

لم تقتصر الأزمة على الجوع، بل تفاقمت الأوضاع الصحية في مخيمات النزوح، حيث تم تسجيل وفيات ناتجة عن سوء التغذية بين الأطفال. في أحد المستشفيات التابعة لمنظمة “أطباء بلا حدود” في تشاد، توفي سبعة أطفال بسبب أمراض فاقمتها سوء التغذية خلال فترة خمسة أشهر فقط.

● نداءات لوقف إطلاق النار

دعا المجتمع الدولي، بما في ذلك الرئيس الأمريكي جو بايدن، الأطراف المتصارعة إلى السماح بوصول المساعدات الإنسانية دون عوائق والتوقف عن استهداف المدنيين. ومع ذلك، لا تظهر أي مؤشرات على توقف القتال، مما يجعل الوضع الإنساني أكثر تعقيدًا.

إن إنهاء معاناة الشعب السوداني يتطلب حلاً شاملاً يبدأ بوقف إطلاق النار وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المناطق الأكثر تضررًا. كما ينبغي على المجتمع الدولي تعزيز الجهود الدبلوماسية لإيجاد حل سياسي ينهي الصراع.

بينما يستمر الصراع، تظل حياة الملايين على المحك، في مشهد يعكس حجم المأساة التي تواجه السودان، التي تحتاج إلى استجابة دولية عاجلة لإنقاذ الأرواح وإعادة بناء البلاد.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button