جنوب إفريقيا.. أزمة عمال المناجم غير الشرعيين تتفاقم في ستيلفونتين
تمكنت السلطات في جنوب إفريقيا من استخراج ست جثث من منجم مهجور في مدينة ستيلفونتين، وسط أزمة مستمرة تتعلق بعمال المناجم غير الشرعيين المعروفين محليًا باسم “زاما زاماس”.
فبينما تشير مصادر محلية إلى احتمال وجود حوالي 4000 عامل محاصر داخل المنجم، قالت الشرطة إن العدد ربما يكون أقل بكثير، ويُعتقد أنه بالمئات. هذه المناجم المهجورة، التي تقع على بعد 150 كيلومترًا جنوب غرب جوهانسبرغ، أصبحت مركزًا للنشاط غير القانوني منذ سنوات.
ولأكثر من شهر، قامت السلطات بتطويق المنطقة المحيطة بالمناجم المهجورة، في محاولة لوقف النشاط غير الشرعي. ومن ضمن الإجراءات، تم فرض قيود صارمة على إمدادات الغذاء والماء، لإجبار العمال على مغادرة الأنفاق.
كما ان غالبية هؤلاء العمال غير الشرعيين يأتون من دول مجاورة مثل موزمبيق وليسوتو، حيث يواجهون ظروفًا معيشية قاسية وأعمالاً خطرة في جنوب إفريقيا. غالبًا ما يُتهم هؤلاء العمال بالمساهمة في زيادة معدلات الجريمة، مما دفع الرئيس الجنوب إفريقي سيريل رامافوزا إلى وصفهم بـ”التهديد” للاقتصاد والأمن الوطني.
وفي الوقت الذي تسعى فيه الحكومة إلى فرض سيطرتها على المناجم المهجورة، يطرح الموقف تحديات إنسانية وأمنية كبيرة. هل يمكن إيجاد حلول توفر الحماية والعدالة الاجتماعية للعمال غير النظاميين؟ أم ستظل الأوضاع تتفاقم، مما يؤدي إلى مزيد من الكوارث الإنسانية؟
تبقى الأزمة مفتوحة على جميع الاحتمالات، وسط نداءات من منظمات حقوقية بضرورة التعامل مع المشكلة من منظور إنساني شامل.