أخبارالرئيسيةتقارير وملفات

السفير الأمريكي الأسبق..الحسن الثاني اختار الفضيلة على الكفاءة واليوسفي شخصية مؤثرة

عبد الرحمان اليوسفي، زعيم وطني وقائد سياسي بارز، ترك بصمته في التاريخ السياسي المغربي خاصة خلال قيادته لحكومة التناوب في أواخر تسعينيات القرن الماضي. شهادة السفير الأمريكي الأسبق في المغرب إدوارد غابرييل،حول هذه المرحلة تلقي الضوء على عمق الأثر الذي تركه اليوسفي ورؤية الملك الحسن الثاني التي كانت وراء هذا التحول السياسي.

إشادة السفير الأمريكي الأسبق باليوسفي

في مقال نشره في يونيو 2020 عقب وفاة عبد الرحمان اليوسفي وصف إدوارد غابرييل رئيس الوزراء الأسبق بأنه “وطني مغربي كبير وصديق مقرب للولايات المتحدة”.
أكد غابرييل على دور اليوسفي في تعزيز الديمقراطية في المغرب وقيادة أول حكومة تناوب سياسي في تاريخ البلاد،مشيرا إلى أن هذه التجربة لم تكن مجرد نجاح سياسي داخلي، بل رسخت مكانة المغرب كدولة حديثة تنتهج الحوار والتوافق كوسيلة للتغيير.

وأضاف السفير أن الحكومة التي قادها اليوسفي كانت تجسد رؤية واضحة للتنمية والإصلاح السياسي وهو ما انعكس في العلاقات المغربية-الأمريكية،التي شهدت تعاونا غير مسبوق خلال تلك الفترة.

كلمات الحسن الثاني: “اخترنا الفضيلة على الكفاءة”

في السنة الأولى من حكومة اليوسفي صرح الملك الحسن الثاني للسفير غابرييل بجملة لخصت فلسفته السياسية في تلك المرحلة: “في هذا الوقت من تاريخنا،من المهم اختيار الفضيلة على الكفاءة.”
كان هذا التصريح تعبيرا صريحا عن رغبة الحسن الثاني في ترسيخ قيم الديمقراطية،حتى وإن جاء ذلك على حساب الكفاءة التقنية. لقد أراد الملك أن يبعث برسالة للمغاربة وللعالم مفادها أن المرحلة تتطلب إشراك المعارضة السياسية لخلق مناخ جديد يقوم على الثقة والتعددية.

رؤية الحسن الثاني للإصلاح الديمقراطي

عندما قرر الحسن الثاني تسليم رئاسة الحكومة للمعارضة، كان ذلك قرارا جريئاوغير مألوف في العالم العربي. لقد رأى الملك أن بناء دولة ديمقراطية حديثة يتطلب تقديم نموذج سياسي يجمع بين الشرعية الانتخابية والشراكة الوطنية.

اختيار عبد الرحمان اليوسفي، المعروف بنزاهته وإخلاصه كان جزءا من هذه الرؤية. ورغم الانتقادات التي وجهت للحكومة بشأن أدائها في بعض المجالات،فإنها شكلت علامة فارقة في الانتقال الديمقراطي بالمغرب.

السياق التاريخي لحقبة التناوب

جاءت حكومة التناوب في فترة حساسة من تاريخ المغرب،حيث كان الإصلاح السياسي مطلبا ملحا. كان هدف الحسن الثاني من هذه الخطوة هو بناء جسور الثقة بين النظام السياسي والمعارضة والتأكيد على أن المغرب يسير بثبات نحو نموذج ديمقراطي متقدم.

شهادة للتاريخ

خلال مقاله،أكد السفير غابرييل أن اليوسفي كان رمزا للتوافق والاعتدال وأن حكومته رغم التحديات نجحت في رسم ملامح عهد جديد في تاريخ المغرب.كما أشاد بالعلاقة الخاصة التي ربطت اليوسفي بالملك الحسن الثاني،حيث جمعتهما رؤية مشتركة لإنجاح هذا المشروع الوطني الكبير.

تظل كلمات الحسن الثاني وشهادة السفير الأمريكي الأسبق بمثابة توثيق لمرحلة استثنائية من تاريخ المغرب. حكومة التناوب لم تكن مجرد تغيير سياسي، بل كانت تجسيدا لرؤية استشرافية لبناء دولة حديثة تعلي من شأن الديمقراطية والفضيلة. عبد الرحمان اليوسفي من جهته، جسد هذه الرؤية بكل إخلاص ليظل رمزا للإصلاح والعدالة الاجتماعية.

مقالات ذات صلة

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Back to top button