في خطوة تهدف إلى تعزيز الاستقرار والنظام في المناطق السورية الخاضعة لسيطرة الفصائل المسلحة، أصدرت القيادة العامة سلسلة قرارات جديدة تطال قضايا حساسة تمس الحياة اليومية والأمن المجتمعي. وجاءت هذه القرارات في إطار رؤية لإرساء قواعد جديدة للحياة المدنية وتنظيم العلاقات بين الأفراد بما يخدم مصلحة البلاد وإعادة البناء.
● مكافحة ظاهرة الثأر وتصفية الحسابات
أحد أبرز القرارات الصادرة كان التشديد على مكافحة ظاهرة الثأر وتصفية الحسابات بين المواطنين. نص القرار على أن أي محاولة للتهديد أو تنفيذ تصفية حسابات ستواجه بعقوبة الحبس لمدة عام كامل. وشددت القيادة على ضرورة نبذ الخلافات الشخصية التي تعرقل إعادة إعمار الوطن.
كما تم التشديد على منع استخدام دماء الشهداء كذريعة لمطالب شخصية أو مادية. وأوضحت القيادة أن الشهداء قدموا حياتهم دفاعًا عن الوطن وليس لأغراض شخصية أو لتصفية نزاعات عائلية.
● تنظيم توزيع الخبز وضمان العدالة
في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، تم تحديد كمية الخبز المسموح شراؤها بـ4 ربطات يوميًا لكل فرد، بهدف الحفاظ على الموارد وضمان التوزيع العادل للجميع. القرار يعكس إدراكًا واضحًا للحاجة إلى إدارة فعالة للموارد الأساسية في ظل التحديات الحالية.
● إجراءات صارمة لحظر التجوال
لتعزيز الأمن العام، فرضت القيادة حظر تجوال شامل في عدة محافظات، تشمل دمشق وريفها واللاذقية وطرطوس، من الساعة 5 مساءً حتى 5 صباحًا. وأكدت على أن أي خرق لهذا القرار سيواجه بعقوبة الحبس لمدة شهر، في إطار الجهود لفرض الاستقرار في هذه المناطق الحيوية.
● حماية الحريات الشخصية وحقوق النساء
في خطوة لافتة، أكدت القيادة على منع أي تدخل في لباس النساء أو فرض قيود على مظهرهن. وأوضحت أن الحرية الشخصية مصونة، وأن هذه القرارات تأتي في سياق بناء وطن متحضر يحترم حقوق جميع أفراده، بغض النظر عن جنسهم أو اختياراتهم الشخصية.
● حماية الإعلاميين وضمان حرية العمل الصحفي
حرصًا على ضمان حرية الإعلام وحماية الصحفيين، أصدرت القيادة قرارًا يمنع التعرض للإعلاميين العاملين في التلفزيون السوري والإذاعات الرسمية ووسائل التواصل الاجتماعي. وشددت على أن أي تهديد أو تعدٍ على الإعلاميين سيواجه بعقوبة الحبس لمدة عام كامل، انطلاقًا من أهمية دورهم في نقل الحقائق وخدمة المجتمع.
● ردود فعل متفاوتة
لاقى القرار حزمة من ردود الفعل المتباينة بين مؤيد ومعارض. يرى البعض أن هذه الخطوات قد تكون بداية لتقنين الحياة المدنية في المناطق المتأثرة بالنزاع، فيما يرى آخرون أن التحدي الأكبر يكمن في تطبيق هذه القرارات على أرض الواقع وضمان الالتزام بها دون استثناءات.
● رسالة وطنية
القيادة العامة للفصائل المسلحة أوضحت أن هذه القرارات تأتي في إطار بناء سوريا جديدة تتسم بالتكاتف والاحترام المتبادل والالتزام بالقوانين التي تهدف لتحقيق العدالة والاستقرار.
من المؤكد أن نجاح هذه القرارات سيعتمد على كيفية تنفيذها ومدى الالتزام بها من قبل الجميع، وهو ما سيحدد مدى فعاليتها في بناء مستقبل أفضل للسوريين.