محمد الحجاجي..فارس الأمل الذي حول السكري من عبء إلى رسالة حياة
فاس- حنان الطيبي
في قلب مدينة فاس، حيث تمتزج أزقتها القديمة بقصص الماضي، ينبثق اسم محمد الحجاجي كواحد من أبرز الوجوه التي كرست حياتها لخدمة مرضى السكري، برؤية إنسانية لا تعرف الحدود، ورغبة عميقة في التغيير، قاد الحجاجي جمعية الأمل لداء السكري نحو آفاق جديدة، جاعلا منها منارة أمل للمرضى الذين يبحثون عن الدعم والرعاية.
محمد الحجاجي هو ابن ساكنة فاس ورئيس جمعية الأمل لداء السكري بفاس، وهي واحدة من أبرز الجمعيات المغربية المتخصصة في التوعية بداء السكري ودعم المرضى المصابين به. من خلال رئاسته للجمعية، برز الحجاجي كأحد الفاعلين المدنيين المهتمين بمجال الصحة، خصوصا , فمن الأمراض المزمنة مثل السكري، فمن هو محمد الحجاجي وما هي أهم إنجازاته في هذا المجال؟!.
رائد في العمل الجمعوي:
الحجاجي ليس مجرد رئيس جمعية، بل هو رمز للعمل الجمعوي الهادف. منذ تأسيسه لجمعية الأمل، وضع نصب عينيه هدفاً واضحاً: “أن لا يبقى مريض السكري وحيداً في معركته مع المرض”. انطلق برسالة ملهمة ومحفزة، مستعينا بفريق من المتطوعين، وأطباء ملتزمين، وشراكات مثمرة مع مؤسسات محلية ودولية.
إنجازات تستحق الإشادة:
تحت قيادته، حققت الجمعية نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية والاجتماعية لمرضى السكري؛ إذ نظّمت الجمعية عشرات الحملات التحسيسية في الأحياء والمدارس، حيث تمت توعية آلاف المواطنين بخطورة المرض وأهمية الكشف المبكر، كما لم تتوقف الجمعية عند التوعية، بل وزعت مئات الأجهزة الطبية، كما وأمنت أدوية أساسية للمرضى الذين يعانون من ظروف معيشية صعبة، فعلى سبيل المثال لا الحصر قامت الجمعية قبل أسابيع قليلة بالاحتفال باليوم العالمي لداء السكر كمبادرة لتذكير جماعي بضرورة التحرك المتواصل لمواجهة هذا التحدي الصحي والاجتماعي، وضمان حياة أفضل لكل من يعاني منه .
روح الإنسان في خدمة الإنسان:
ما يميز الحجاجي هو شخصيته المتواضعة، القريبة من الناس، وقدرته على إشعار كل مريض بأنه ليس وحده في هذه الرحلة الشاقة.. ففي إحدى الحكايات المؤثرة، يقول أحد المرضى: “لولا محمد الحجاجي، لما كنت اليوم قادرا على السيطرة على المرض؛ لقد علّمني أن السكري ليس نهاية الطريق، بل بداية حياة صحية جديدة”.
رؤية للمستقبل:
لا يتوقف طموح الحجاجي عند حدود مدينة فاس، بل يسعى إلى توسيع نطاق عمل الجمعية ليشمل مناطق نائية، حيث يعاني المرضى من الإهمال الطبي..، رؤيته المستقبلية تشمل إنشاء مراكز طبية مجهزة، وتكوين فرق ميدانية تجوب القرى البعيدة والنائية للتوعية وتقديم العلاج.
أهم إنجازاته ومجهوداته:
1. حملات التوعية والتثقيف الصحي:
قاد الحجاجي الجمعية لتنظيم العديد من الحملات التحسيسية حول أهمية الوقاية من مرض السكري، وتشجيع الفحص المبكر لتجنب مضاعفاته، مثل أمراض القلب والكلى والعيون.
2. توفير الرعاية الصحية:
عملت الجمعية تحت إشرافه على تقديم خدمات طبية مجانية، مثل:
قياس مستوى السكر في الدم.
استشارات طبية للمرضى.
توجيه حول كيفية التعايش مع المرض بطريقة صحية.
3. التعاون مع مؤسسات محلية ودولية:
ساهم في تعزيز شراكات الجمعية مع مستشفيات ومؤسسات دولية لتوفير الدعم المادي والطبي للمرضى.
4. توزيع الأدوية والمعدات الطبية:
بفضل جهوده، تمكنت الجمعية من توزيع أجهزة قياس السكر والأنسولين مجاناً على المرضى ذوي الدخل المحدود.
5. تنظيم لقاءات علمية وندوات:
نظم الحجاجي ندوات علمية بمشاركة أطباء ومتخصصين في مرض السكري بهدف تبادل المعرفة وتعزيز الوعي المجتمعي.
6. الدفاع عن حقوق المرضى:
عُرف بمواقفه الداعمة لحقوق المصابين بالسكري، سواء في الحصول على العلاج أو في تحسين ظروفهم المعيشية.
ماذا قدم في هذا المجال؟
-بناء قاعدة مجتمعية واعية بمرض السكري.
-مساعدة مئات المرضى على تحسين جودة حياتهم من خلال التوعية والعلاج.
-المساهمة في خفض نسبة الإصابة بالمضاعفات المرتبطة بالسكري في فاس والمناطق المحيطة.
بفضل جهوده، أصبحت جمعية الأمل لداء السكري بفاس نموذجاً يُحتذى به في العمل الجمعوي الموجه لخدمة المصابين بالأمراض المزمنة.
وتجدر الإشارة إلى كون العديد من ساكنة فاس ترى في رئيس جمعية الأمل لداء السكري السيد محمد الحجاجي شخصية ملهمة وقائدا استثنائيا في مجال محاربة هذا المرض المزمن، إذ تمكن هذا الرجل من تحويل الجمعية إلى منارة أمل ودعم للمرضى، بفضل مجهوداته الجبارة ورؤيته الاستراتيجية التي تهدف إلى تحسين حياة المصابين بداء السكري.
ومن خلال عمل دؤوب ومستمر، استطاع هذا القائد أن يحقق قفزات نوعية في تقديم خدمات توعوية وطبية للمرضى وأسرهم، فضلاً عن تعزيز الوعي الصحي في المجتمع. لا يتوقف دوره عند تقديم الدعم المباشر، بل يمتد ليشمل تنظيم حملات تحسيسية وورشات تدريبية على مدار السنة تعنى بالتعامل الصحيح مع المرض، مما يجعل الجمعية نموذجا يحتذى به على الصعيد الوطني.
وتبقى بصمة الحجاجي واضحة ومتميزة في توفير بيئة دافئة وشاملة لمرضى السكري، حيث يركز رئيس الجمعية على بناء جسور من الثقة والأمل بينه وبين مريض السكري مؤمنا بأن التضامن والوعي والتعايش مع المرض هي الأسلحة الأقوى لمواجهة هذا التحدي الصحي على أمل تجاوز مخاطره والتصدي لها بشكل آمن وبأقل التداعياتمحمد الحجاجي ليس فقط رئيس جمعية، بل هو رمز للأمل الذي ينبثق من عمق التحديات. إنجازاته شاهدة على قدرة الإنسان على تحويل الألم إلى طاقة تغيير إيجابية. وبفضل أمثاله، يبقى الأمل مشعّا في حياة مرضى السكري، الذين وجدوا في شخصه فارسا يقود معركتهم نحو حياة أفضل تشرقها شمس الأمل.